المجموع وصرّح بأنّه من كلام الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام ؟!
وإليك بعض ما قيل في النهج قديماً وحديثاً:
قال كمال الدين ابن طلحة الشافعي (ت652): قد اشتمل كتاب «نهج البلاغة» المنسوب إليه عليه السّلام على أنواع من خطبه ومواعظه الصادعة بأوامرها ونواهيها، المطلعة أنوار الفصاحة والبلاغة مشرقةً من ألفاظها ومعانيها، الجامعة حكم عيون علم المعاني والبيان على اختلاف أساليبها مودعةً فيها ۱ .
وقال العلّامة الأديب ابن الطقطقيّ: «نهج البلاغة» من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فإنّه الكتاب الذي يتعلّم منه الحكم، والمواعظ، والخطب، والتوحيد، والشجاعة، والزهد، وعلوّ الهمّة، وأدنى فوائده: الفصاحة والبلاغة ۲ .
وقال أديب الشام محمّد كرد عليّ ـ رئيس المجمع العلمي السوريّ ـ : إذا طلبتَ البلاغة في أتمّ مظاهرها، والفصاحة التي لم تشُبْها عُجمة: فعليك بنهج البلاغة الذي فيه خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ورسائله إلى عمّاله ۳ .
وهذا مصطفى صادق الرافعي ـ صاحب كتاب: إعجاز القرآن ـ يقول: إنك تريد امتلاك ناصية الأدب، فإذا رغبت في أقرب الطرق إلى ذلك ... ولا تنس شرح ديوان الحماسة، وكتاب نهج البلاغة، فاحفظ منهما كثيراً ۴ .
فأي قيمةٍ لهذر الذهبيّ، بعد إجماع المتقدّمين عليه والمتأخّرين عنه، على بطلان كلامه في التطاول على «نهج البلاغة» العظيم!
وكفى هذا الكلام ـ كما قلت ـ حافزاً للقرّاء الكرام، على قراء ة نهج البلاغة، ليقفوا بأنفسهم على الحقيقة!
ومما يُثير العجب أنّ الذهبي يُشفع هذيانه ذلك بكيل الجزم تلو الجزم، بأنّ الكتاب مكذوب، وأن أكثره باطل.
1.مطالب السؤول (ص : ).
2.الفخريّ في الآداب السلطانية (ص۱۱) مطبعة المعارف، راجعه محمد عوض إبراهيم وعلي الجازم، واعتمدته وزارة المعارف في مصر.
3.مجلة المجمع العلمي السوريّ (المجلد ۱۸) (ص۲۷۰).
4.رسائل الرافعي (ص۱۶).