إيقاظُ الوَسنان - صفحه 211

والأعجب أن المرعشلي الذي أصابه الذهول من كلام إمامه الذهبي، هو الآخر، لم يكتف بذكر عبارة الذهبي مرةً واحدة، بل أعاد بعضها مرّة اُخرى (فتح المنّان : ص454) مغترّاً بإمامة الذهبيّ واتّباعاً له، مع أنّ الحقّ أحقُّ أن يُتَّبع، ومع أنّ من الأئمة من يدعو إلى النار.

الملاحظة السابعة: مع رجاليّي الشيعة

أورد المرعشلي في الصفحات (313-406) قائمة بأسماء (809) أشخاص من علماء الجرح والتعديل، وقد أغفل فيها ذكر علماء الرجال من الشيعة، إغفالاً تاماً؟!
مع أنّ مؤلّفيهم في هذا العلم كثيرون جدّاً، سواء من القدماء أم المتأخرين، وقد جمع الإمام شيخنا آقا بزرك الطهرانيّ في كتاب حافل أسماهُ «مُصَفّى المقال في مصنّفي علم الرجال» أسماء الرجاليّين الشيعة، وهو مطبوع متداول.
ومع أنّ ابن حَجر قد اعتمد في «لسان الميزان» على مجموعة من كبار علماء الجرح والتعديل الشيعة، في التعريف برجالهم ورواتهم.
مثل: أحمد بن عليّ أبيّ العباس النجاشي (ت450)
وأبي جعفر الطوسي محمد بن الحسن شيخ الطائفة (ت460)
وابن أبي طيّ الحلبي (ت630) وغيرهم.
ومع أنّ المرعشلي ذكر كتبهم في «أهم مصادر الحافظ» بعنوان «2 ـ كتب رجال الشيعة» فتح المنان (ص443) ونقل المرعشلي عنهم بعض الأمثلة لبيان شمولية الكتاب، بعنوان «من تراجم رجال الشيعة» فتح المنان (ص451)
فمع ذلك كلّه، فما معنى إغفال ذكر هؤلاء في قائمة علماء الجرح والتعديل؟!

الملاحظة الثامنة: دفاعٌ مشبوه!

ذكر المرعشلي في آخر ورقة من كتابه حديثاً عن التحريف الذي ورد في نسخ «ميزان الاعتدال» للذهبيّ، فقال: والأخطر من ذلك كلّه: وجود ترجمةٍ للإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت في (4/265) ترجمة (9092) من تحقيق البجاوي للميزان.
قال المرعشلي: والصواب: أنّها مدسوسة، قد اُلحقت في بعض النسخ، بغير قلم مؤلّفه الحافظ الذهبي!؟ ۱

1.فتح المنّان (ص۵۱۳)

صفحه از 215