إيقاظُ الوَسنان - صفحه 190

فكانَ من الضروريّ، إيقاف أهل العلم، وطلاّبه المنصفين، على ذلك، كي لا ينظروا إلى مَنْ قال، ولا يغتروا بما أثبته في كتابه من الخلاف للواقع، وإنْ كان ذلك لا يُنافي الاهتمام بكتابه والاستفادة مما فيه من فوائد قيّمة.
ولمّا وقفتُ على الطبعة الحديثة من «لسان الميزان» الصادرة عام (1415) بتحقيق ومراجعة «ستة عشر» محقّقاً، وبإشراف «محمّد عبد الرحمن المرعشلي» في مكتب التحقيق بدار إحياء التراث العربيّ. وجدتها عملاً قيّماً، لمتانة الجهد المبذول في سبيلها.
ثم إنّ الاستاذ المشرف «المرعشلي» قدّم للكتاب مقدّمة طويلة الذيل، سمّاها «فتح المنّان بمقدمة لسان الميزان» في (564) صفحة، أورد فيها ما يلزم من التعريف بالكتاب، والمؤلّف، والموضوع، بشكل واسع جدّاً.
فقرأت هذه المقدّمة كلّها، وجمعت في هذه الدراسة ما ينبغي أن يُسجّل كملاحظات عليها، في سبيل الهدف الذي ذكرته وهو: إصلاح ما فيها من تحريف واضح، أو بُعدٍ عن الصواب اللائح، وتنبيه للقراء على ما في أصل اللسان من العوج، وما فيه من المخالفات للمنهج، وإيقاف طلاّب العلم على ما يخصّ المذهب الشيعيّ ورواة حديثه الذين استهدفهم الجارحون، وإيقاظ الوسنان الذي يجدُ ما في اللسان والميزان وأمثاله من دون أن ينتبه على كونه مقلوباً وغير موزون.
فإنّ المحقّقين الأفاضل، لكتاب لسان الميزان، بما فيهم الاستاذ المشرف، لم يكونوا إلاّ في صدد ذكر محاسن الكتاب والتمجيد به، مع بعض الإشارات إلى الأخطاء والتصحيحات، إلاّ أنّهم لم يُشيروا لا من قريب ولا من بعيد إلى ما سنذكره، مضافاً إلى وقوع المشرف في تهافتٍ لابدَّ من تنبيهه عليه.
ولستُ في هذه الدراسة إلاّ متطلّعاً إلى الحقّ وناشداً للحقيقة، وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنّ اُريد إلاّ الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلتُ وإليه اُنيب و لا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم
حُرّر في (5 شهر رمضان المبارك 1416) وكَتَبَ السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي

صفحه از 215