إيقاظُ الوَسنان - صفحه 191

الملاحظة الاُولى: مع منهج ابن حَجَر

قال المرعشليّ: كتاب «اللسان» هو من أهمّ كتب الجرح المصنّفة قبله، استوعب فيه الحافظ ابن حجر كلّ ما كُتب قبله، وتتبّعها بالنقد والتمحيص والردّ والتوضيح والموافقة والمخالفة، مما يُنبي عن معرفة الرجال...
وقد حوى «لسان الميزان» اكثر من (15500) ترجمةً، واستغرق الحافظ ابن حجر أكثر من (47) سنةً لتأليفه...
وقد شَيَّدَ الحافظ لَبِناتِ كتابه على «قاعدة العدل والإنصاف والموضوعيّة والتحرّي» وهي أعلى درجات التوثيق، فالتزم التحرّر من التعصّب الذي كثيراً ما أهلك العلماء، فكان في بحوثه وتقريراته وترجيحاته وردوده يتحرّزُ عن الانقياد للإجماع الخاطي ء... فتح المنان (ص 8 - 9 - 10) أقول: وهذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه العالم الورع المخلص للإسلام ولمصادره التي من أهمّها السنّة الشريفة المعتمدة على هؤلاء الرواة، ولنعم المنهج هذا، لو اتّبعه المؤلّف فاتّخذ من «قاعدة العدل والإنصاف والموضوعية» أساساً لبناء عمله!

وهل «لسان الميزان» مبنيّ على هذا الأساس؟!

وللإجابة عن هذا السؤال، أعرض هذه الحقيقة الكاشفة عن جانب من الإجابة، وهي:
إن ابن حَجَر بَنى في «لسان الميزان» على ذكر مجموعة من أسماء الرجال، الذين ذكرهم علماء الرجال من الشيعة الإماميّة في كتبهم المعدّة لذكر الرواة، مثل الإمام ابي جعفر الطوسي (ت 460) شيخ الطائفة الإماميّة، وكذلك سائر علماء الرجال الشيعة كالنجاشيّ (ت 450) وابن شَهر آشُوب (ت 588) وابن أبي طي الحلبيّ (ت 630) ومنتجب الدين الرازي (ت بعد 600) وعليّ بن الحكم، وغيرهم، في مؤلّفاتهم التي خصّصوها لذكر أعلام المذهب الشيعي الإماميّ من رواة الحديث، أو تراجم العلماء.

صفحه از 215