إيقاظُ الوَسنان - صفحه 195

بينما نجد أقدم كتاب في «الضعفاء» من التراث الشيعيّ المكتوب في القرن الخامس الهجريّ، لم يقع فيه مثل ما وقع في لسان ابن حجر، وهو كتاب (الضعفاء) لابن الغضائري البغدادي، إذ لم يذكر فيه سوى الذين وَجَدَ لهم روايات في التراث الشيعيّ، ولم يجرح أحداً إلاّ مبيّناً سبب الجرح، ولذلك لم يتجاوز عدد المذكورين فيه الـ (150) رجلاً.
ولو انتهج ابن الغضائري منهج ابن حجَر، لأورد جميع رواة العامّة الذين لاحديث لهم في التراث الشيعي، وملأ كتابه بأسمائهم التي تتجاوز الآلاف.
لكنّ مثل هذا العمل، تافهٌ علميّاً لعدم فائدة فيه، وبعيد عن الموضوعية، وعن العدل وعن الإنصاف، بالحكم على مجهولين بأنّهم ضعفاء لمجرّد الخلاف المذهبي.
إنّ المحقِّق المشرف: المرعشلي، لم ينتبه إلى قيام ابن حَجر بهذا التصرّف البعيد عن الصواب، فكيف اعتبر عمله مَبْنيّاً على قاعدة العدل...؟!

الملاحظة الثانية: بين الذهبي وابن حجر:

لقد التزم الذهبيّ في الميزان بإيراد من ذُكِرَ بضعفٍ، حتى لو لم يستحقّ ذلك، حَذَراً من الاستدراك عليه.
لكن ابن حَجر حذف من «اللسان» أسماء من أخرج له الأئمة الستّة في كتبهم! كما صرّح بذلك في مقدّمته ۱ .
وقد اعتذر له المشرف المرعشلي بأنّه كان له من ذلك فائدتان:
إحداهما: الاختصار والاقتصار.
والاُخرى: أن أولئك، إمّا أئمة موثوقون وإمّا ثقاتٌ مقبولون، وإمّا ساء حفظهم ولم يُطرحوا، وإمّا قوم تُرِكوا وجُرِحوا: فإن كان القصد بذكرهم أن يُعلم انه تكلّم فيهم في الجملة، فتراجمهم مستوفاة في «التهذيب». ۲

1.لسان الميزان ـ الطبعة الحديثة ـ (۱ / ۹).

2.فتح المنّان (ص ۴۰۹)

صفحه از 215