إيقاظُ الوَسنان - صفحه 199

عليه أن يصحّح العنوان إلى: «الرافضة: إسناد معدوم، وأنساب معدومة، وإعراب معدوم».
ولوفعل المرعشلي مثل هذا، لكان أدلّ على خطئِهِ! وتعصُّبه!
وما نقله ابن الخاضبة واضح ـ لا غُبار عليه ـ فكل طوائف الاُمة الإسلامية تمتاز بهذه المزايا، ولابدّ أن لاتتدخّل التعصّبات المذهبية في مثل هذه الاُمور الواضحة، التي لايكون إنكارها إلاّ عاراً على مُنكرها!
وثانياً: ونقل المرعشلي عن شيخ إسلامه ابن تيميّة الحراني (ت 722) في كتابه منهاج السنّة (4 / 11) قوله: الإسناد من خصائص هذه الاُمة، وهو من خصائص الإسلام، ثمّ هو في الإسلام من خصائص أهل السنة، والرافضة من أقلّ الناس عنايةً به. ۱
ووجوه الملاحظة على المرعشلي، اُمور:
الأول: إنّ كلام ابن تيمية ينصّ على أنّ «الرافضة من أقل الناس عناية به» أي بالاسناد، فهو يعترف بوجود الإسناد لدى الرافضة، وعنايتهم به، إلاّ أنّه يتّهمهم بـ «قلة العناية به».
لكن عنوان المرعشلي يقول بأن «الاسناد معدوم» عندهم، ولاوجود، وكم بين المعدوم، والموجود القليل، من المسافة؟!
فقد أضاف المرعشلي على أستاده وشيخ إسلامه ابن تيميّة، ما ينطبق عليه المثل العراقيّ: «التلميذ: اُستاد ونُصّ».
الثاني: إن استشهاد المرعشلي بابن تيميّة تُنافي محاولته التخفّي على مراده من «الرافضة» وتفسيرها بـ «فرقةٍ من الشيعة»
لأنّ ابن تيميّة يقصد من لقب «الرافضة» خصوص «الشيعة الإماميّة» فكتابه «منهاج السنّة ...» هوردّ على كتاب «منهاج الكرامة في إثبات الإمامة» للعلّامة الحسن بن مطهّر الحلّي (ت726) من كبار علماء الشيعة الإماميّة.
فهل يلتزم المرعشلي، بأنّ كلام ابن تيميّة، لا يرتبط بما ذكره في العنوان؟
الثالث: ماذا يُفيد الاستناد إلى كلام ابن تيميّة، في مثل هذه الدعوى الخطيرة ضدّ الشيعة،

1.فتح المنان (ص ۱۶۱)

صفحه از 215