إيقاظُ الوَسنان - صفحه 201

فهل يَقْبلُ المرعشليّ مثلَ هذا الفرض؟!
وثالثاً: إنّ المرعشليّ نقل عن مالك: أنّ الرافضة يكذبون، ونقل عن شريك: أنّ الرافضة يضعون الحديثَ ويتّخذونه دِيْناً.
وهذه الدعاوى الباطلة والاتّهامات الزائفة، كلّها أجنبيّة عن عنوان «إسناد معدوم» فإقحامها فيه يدلّ على عدم اتزان القلم في يد المرعشليّ، خصوصاً إذا واجَه الشيعة!
مع أنّ مثل هذه الاتّهامات متبادلة بين الطوائف، فما أسهلها أنْ تُرَدَّ على مالك وشريك نفسهما، فيُتّهما بالكذب وبوضع الحديث؟! فهل هذا صحيح؟!
وهذا (لسان الميزان) لو فُرِّغَ من «الرافضة والشيعة» فكم من الآلاف المؤلّفة من الرواة ـ من أهل السنة أنفسهم ـ قد ثبت في حقّهم «الكذب، والوضع» وفيهم أئمّة كبار!
رابعاً: إنّ المرعشلي نقل عن مسلم في مقدمة الصحيح (1/15) ومصادر اُخرى: قول ابن سيرين عن بدء السؤال عن الإسناد، فقال: إنّه لما وقعت الفتنةُ قالوا: «سمُّوا لنا رجالكم» فينظر إلى أهل السنّة فيؤخذ حديثهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم. ۱
أقول: كلام ابن سيرين هذا لا يدلّ على أنّ «أهل البدع» لا إسناد لهم، بل بالعكس: يدلّ على أنّ لهم رجالاً وأسانيد، فكيف يذكره المرعشليّ تحت عنوان «إسناد معدوم» مضافاً إلى أنّ مجال البحث عن «أنّ أهل السنّة، مَنْ هم؟» و «البدعة ما هي وأهلها مَنْ هم؟» فسيحٌ واسع! لا يكتفى في حسمه بكلمة واحدة منقولة عن هذا أو ذاك.
وبعد: أهكذا تكون «الدراسة الشاملة التامّة التي تستوعب كلّ ما كتب، بما يحتاجه الناظر لهذا العلم» التي وعدت بها القُرّاء في مقدمة فتح المنّان (ص14) يا أخ مرعشلي؟!

الملاحظة الرابعة: الصحابة والسنّة

عنون المرعشلي في (ص171): 2 ـ دور الصحابة في العناية بالسنّة حفظاً وتدويناً.
وعنون في (ص173): 3 ـ علم الجرح والتعديل زمن أبي بكر وعمر وعثمان ...

1.فتح المنّان (ص۱۶۱)

صفحه از 215