إيقاظُ الوَسنان - صفحه 203

فقال: ما كنتُ لِأدَعَ سنّة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لقول أحدٍ!
وأخرج الشيخان والنسائي نحوه من طريق ابن المسيّب، وأخرجه مسلم أيضاً من طريق عبد الله بن شقيق ۱ .
فَمَنْ كان له الدور في العناية بالسنة حفظاً ورعاية وتطبيقاً، الإمام عليّ عليه السّلام أو عثمان؟
ومن الواجب ذكره في العناوين التي كتبها المرعشلي؟ فما باله يذكر عثمان، ويغفل ذكر علي عليه السّلام ؟
وأما التدوين: فقد أجمع علماء المصطلح ومؤرّخو الحديث على أن علياً عليه السّلام كان «رائد المدوّنين للسنّة» وأوّل المجوّزين لكتابتها، فلاحظ أيّ مصدر شئتَ في الباب ۲
وأما عثمان: فلا أثر له في القيام بتدوين السنة ۳
بل كان لعثمان دور بارز في المنع عن تدوين الحديث، وكان يتابع في ذلك سنّة عمر، فلم يشأ أنْ يدوّن السنن ولا أنْ يأمر الناس بذلك شأنه شأن الخلفاء! ۴
بل كان يمنع حتّى من رواية حديث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ونقله، فكان يقول: لا يحلّ لأحدٍ يروي حديثاً عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لم يُسْمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر» ۵
ومهما كان تفسير هذه المواقف من عثمان تجاه السنة، وتبريرها، فإنّها لا تدلّ على عناية عثمان بالسنّة حفظاً وتدويناً. أكثر من الإمام علي عليه السّلام !
ومع ذلك فإنّ اسم عثمان يظهر مع الصحابة الذين لهم دورٌ بارز في العناية بالسنة، ويخفى اسم الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ؟
بل، في عناوين المرعشلي [لاحظ العنوان (3)] إشارة واضحة إلى أن زمن حكومة الإمام ـ بعد انتهاء خلافة عثمان ـ هو المطلع لوضع الحديث ونفث السموم!؟

1.حجيّة السنة (ص۳۶۱) وانظر تدوين السنة الشريفة (ص۵۶۴).

2.ومن أشهر المصادر: علوم الحديث، لابن الصلاح (ص۱۸۱) والإلماع للقاضي عياض (ص۱۴۷) وتدريب الراوي للسيوطي (ص۲۸۵) ودفاع عن أبي هريرة (ص۷۱) ودراسات في الحديث النبوي للأعطمي (ص۴۷) وراجع تدوين السنّة الشريفة (ص۱۳۴)

3.دراسات في الحديث النبوي (ص۱۲۷)

4.الحديث والمحدّثون، لأبي زهو (ص۱۲۶) لاحظ تدوين السنّة الشريفة (ص۱۷۲)

5.الطبقات لابن سعد (۲/۲/۱۰۰) ومسند أحمد بن حنبل ۱/۲-۳۶۳) وتدوين السنة الشريفة (ص۴۷۲).

صفحه از 215