إيقاظُ الوَسنان - صفحه 205

يعدموا أفراداً منهم اصطنعوا الأكاذيب واختلقوا الأحاديث.
وأضاف المرعشلي: ولا نتحدث عن موضوعات الشيعة التي تولّدت عنها موضوعات للاُمويّين كردّ فعلٍ معاكس يحدّ من غلوائها ويدحرها. ۱
أقول: مع أنّ اللهجة مع الخوارج تبدو فيها المحاباة والمداراة، لكنّ صفوفهم خالية من العناصر الأجنبية، لأنّ هذه العناصر ـ كالفرس واليهود ـ اندسّت في الشيعة، فقط!
أما لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟
فلا يجوز أن يُسأل عنها، لأن الحوار حول ذلك يؤدّي إلى كذب هذه الدعاوى وبطلانها، لأنّ الجميع يعلمون ـ والتاريخ يشهد ـ أنّ بلاد الفُرس في بداية القرون الستة الأولى من تاريخ الإسلام ودخوله إلى ايران، كانت سُنّية المَذْهَب، وهل يمكن لأحد أنْ ينكر كون الريّ وأصفهان، ونيسابور، وهمدان، وقزوين، والأهواز، وغيرها، مراكز وعواصم للتسنّن عبر تلك القرون!؟ وأنّها ولدت أعلاماً عمالقةً من رجال المذهب السُنّيّ من الفُرْس وفيهم أصحاب السنن والمعاجم والصحاح!؟
وامّا الشيعة في بلاد إيران، في تلك القرون، فكانوا ينحصرون في مُدُنٍ معيّنة، كمدينة قُم، التي هاجر إليها الأشعريون العرب، واستوطنوها منذ أواخر القرن الأوّل وحملوا معهم التشيّع، وقد هاجروا إليها من الكوفة هَرَباً من بطش الحجاج الاُموي السفّاح!
فهل يبقى المؤلّف مقتنعاً بأنّ الفرس الذين أسلموا كانوا مندسّين لأجل وضع الحديث لصالح الشيعة؟!
أما اليهود: فالذين أسلموا منهم كانوا عدّةً، فمَن دخل التسنّن منهم، كمن دَخَل التشيّع، فهل ينكر أحدٌ تسنّن كعب الأحبار، أو وهب بن منبّه، أو عبد الله بن سلام، وأضرابهم؟ وهل يبرّؤهم المرعشليّ من الكذب ووضع الحديث، وهم أغزر مصادر الاسرائيليّات؟؟
لكنهم بريئون لأنهم اختاروا التسنّن مذهباً، ويبقى المتشيّعون منهم فقط في قفص الاتّهام بالوضع؟
إذن، ليس الجرم في يهوديّتهم، وإنّما هو في تشيّعهم، حتى لو كانوا عَرَباً لا فُرْساً، أو كانوا

1.فتح المنان (ص۱۷۸)

صفحه از 215