إيقاظُ الوَسنان - صفحه 207

ثمّ إنّ المرعشليّ ـ وبجعله موضوعات الاُمويّين كردّ فعل معاكس لموضوعات الشيعة للحدّ من غلوائها ودحرها ـ يوحي إلى مشروعية موضوعات الاُمويّين، وتهوين أمرها! وجعل لأئمتها على الشيعة!
وكأنّه يريد أنْ يفرّق بين وَضْع، ووَضْع!
وما أدري لماذا لا يفرض العكس، فتكون موضوعات الشيعة ـ إنْ كانت ـ نتيجة كرد فعل على موضوعات الاُمويين؟! هل ضبطت عنده تواريخ الأحاديث الموضوعة عند الفريقين فوجد موضوعات الشيعة صدرت ـ تاريخياً ـ قبل موضوعات الاُمويّين؟!
ويا ليت المرعشلي، لو تفرّغ لدراسة علمية لتحديد هويّة الوضّاعين والضعفاء المذكورين في «لسان الميزان» ليعرف عدد شيعتهم من أهل سنّتهم، وعدد العلويين من الاُمويين؟ حتى يتبيّن له زَيْف كلّ تلك الدعاوى الفارغة، التي لا يزال يتداولها القوم يداً بيدٍ، وكلٌّ يَقْصَعُ بِجِرّةِ سابقهِ، من دون خَجَلٍ!؟

الملاحظة السادسة: هذيان الذهبيّ

أعدّ المرعشلي جدولاً أبجدياً بأهمّ ألفاظ الجرح، هو من أروع ما قدّمه إلى القُرّاء في هذا الكتاب، لولا ما شابه من التصرّفات الشائنة، مثل ما أورده تحت عنوان «معتزلي» فقال:
2 ـ علي بن الحسين العلويّ الحسيني الشريف المرتضى (ت436) وهو المتّهم بوضع كتاب «نهج البلاغة»
ثم نقل عن الذهبي في ميزانه (3/124) ترجمة (5827) ما نصّه: المتكلّم الرافضي المعتزلي ... ومَنْ طالع كتابه «نهج البلاغة» جزم بأنّه مكذوب على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه ... وفيه من التناقض! والأشياء الركيكة! والعبارات التي مَنْ له معرفة بنَفَس القرشيّين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممّن بعدهم من المتأخّرين، جزم بأنّ الكتاب أكثره باطل!» ۱
أقول: في هذه الملاحظة حديثان، مع المرعشلي المنذهل بكلام الذهبي، ومع الذهبي الذي هذى بذلك.

1.فتح المنان (ص۱۶۱)

صفحه از 215