13
نَهجُ الذِّكر ج2

منزلة التكبير

رغم أنّ «التكبير» وذكر اللّه ـ سبحانه ـ بالعظمة والكبر مطلوبان في كل حال وفي كل المواضع إلّا أن التأمّل في النصوص الإسلامية يدل على أنّ قول هذا الذكر عندما يصادف الإنسان اُمورا تذكّر بعظمة اللّه ، أو تؤدي دورا خاصّا في التوجّه إلى العظمة الإلهيّة ، يتمتّع بأهمية أكبر ، وعلى سبيل المثال فإنّ التوجّه لعظمة اللّه عند الأذان والصلاة يوجب حضور قلبه و خضوعه وخشوعه في الصلاة ، والتوجّه للعظمة الإلهيّة في حال الجهاد يبثّ روح المقاومة في المقاتل والتوجّه إلى العظمة الإلهيّة عند النصر ، يحول دون آفات الغرور .
واستحضار العظمة الإلهيّة عند الزفاف والأعياد يؤدي إلى أن لا تؤدي المسرّات إلى الغفلة . من هذا الباب ، استحصار العظمة الإلهيّة عند رؤية الهلال ، حيث إنّ النظام الحكيم الذي يحكم دوران القمر والأرض هو إحدى الآيات الكبيرة لعظمة الخالق الحكيم العالم .
وهكذا الحال بالنسبة إلى المواضع الاُخرى التي وردت التوصية فيها بذكر «التكبير» ، فلكل منها حكمته الخاصة به ، وهذه الحكمة يمكن فهمها عبر التأمّل والتفكّر .


نَهجُ الذِّكر ج2
12

وجماله في القلب أكثر ، فسوف يكون الذكر اللساني أكثر كمالاً .

أهمية ذكر «التكبير»

يكفي في أهمية هذا الذكر أنّ أكبر مصاديق الذكر وهو «الصّلاة» تبدأ بالتكبير وتنتهي به ، وبالإضافة إلى ذلك فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
لِكُلِّ شَيءٍ صَفوَةٌ ، وَصَفوَةُ الصَّلاةِ التَّكبيرَةُ الاُولى .۱
وهذا الحديث يعني أن التوجّه إلى عظمة الجلال والجمال الإلهيين في بداية الصلاة ، هما عصارة الصلاة وحلاوتها ، فإذا ما اقترن ذلك بذكر التكبير على لسان المصلّي ، فإنّه يجعله خاضعا وخاشعا أمام اللّه ـ تعالى ـ ويهيّئ الأرضية لحضور القلب في الصلاة .
كما أنّ تصريح عدد من الأحاديث بتساوي «التهليل» و «التكبير» من حيث القيمة ، هو قرينة اُخرى على الأهمية الكبرى لهذا الذكر ، كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام في تفسير «كَلِمَةَ التَّقْوَى»۲ .
لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ .۳
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
ثَمَنُ الجَنَّةِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ .۴
وروي عنه عليه السلام أو عن الإمام الباقر عليه السلام :
أكثِروا مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ ، فَإِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ عز و جل مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ .۵

1.راجع : ص ۲۳ ح ۱۵۹۷ .

2.الفتح : ۲۶ .

3.راجع : ص ۲۱ ح ۱۵۹۳ .

4.راجع : ص ۲۱ ح ۱۵۹۵ .

5.راجع : ص ۲۱ ح ۱۵۹۴ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دار الحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 111207
صفحه از 679
پرینت  ارسال به