يُواجِهَكَ . فَأَتَوا بِالرَّجُلِ وسَأَلوهُ بِحَضرَةِ جَعفَرٍ عليه السلام ، فَقالَ : نَعَم هذا صَحيحٌ ، هذا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَالَّذي قُلتُ فيهِ كَما قُلتُ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : تَحلِفُ أيُّها الرَّجُلُ إنَّ هذَا الَّذي رَفَعتَهُ صَحيحٌ ؟
قالَ : نَعَم ؛ ثُمَّ ابتَدَأَ الرَّجُلُ بِاليَمينِ فَقالَ : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الطّالِبُ الغالِبُ الحَيُّ القَيُّومُ .
فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه السلام : لا تَعجَل في يَمينِكَ فَإِنّي أنَا أستَحلِفُ .
قالَ المَنصورُ : وما أنكَرتَ مِن هذِهِ اليَمينِ ؟
قالَ عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَعالى حَيِيٌّ ۱ كَريمٌ ، يَستَحيي مِن عَبدِهِ إذا أثنى عَلَيهِ أن يُعاجِلَهُ بِالعُقوبَةِ لِمَدحِهِ لَهُ ، ولكِن قُل يا أيُّها الرَّجُلُ :
أبرَأُ إلَى اللّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ ، وألجَأُ إلى حَولي وقُوَّتي أنّي لَصادِقٌ بَرٌّ في ما أقولُ .
فَقالَ المَنصورُ لِلقُرَشِيِّ : اِحلِف بِمَا استَحلَفَكَ بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام .
فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهذِهِ اليَمينِ ، فَلَم يَستَتِمَّ الكَلامَ حَتّى أجذَمَ وخَرَّ مَيِّتا.
فَراعَ أبا جَعفَرٍ ۲ ذلِكَ وَارتَعَدَت فَرائِصُهُ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، سِر مِن غَدٍ إلى حَرَمِ جَدِّكَ إنِ اختَرتَ ذلِكَ ، وإنِ اختَرتَ المُقامَ عِندَنا لَم نَألُ في إكرامِكَ وبِرِّكَ ، فَوَ اللّهِ لا قَبِلتُ عَلَيكَ قَولَ أحَدٍ بَعدَها أبَدا . ۳
1.في المصدر : «حيّ» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2.في المصدر : «أبو جعفر» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3.مُهَج الدعوات : ص ۲۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۷ ص ۲۰۰ ح ۴۱ وج ۹۴ ص ۲۹۶ .