شرح نهج البلاغه(ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - صفحه 56

معنى العالِم. ۱
قوله: بانَ من الأَشياءِ بِالقَهرِ لَها.
قال: هو معنى مفارقتِهِ في صفاتِ الذّواتِ ، وهو يقهرُ الوجود الجائزَ بالعدمِ ، والعدمَ الجائزَ بالإِيجادِ والإِحداثِ ، فبان منها.
وبانت الأَشياءُ منه بالخُضوعِ له والرُّجوعِ إِليه .
معناه أَنّها عُرْضَةٌ لإِنفاذِ قضائِهِ وتدبيرِهِ فيها. ۲
قوله: مَن عَدَّهُ فقد أَبطَلَ أَزَلَه.
وقال الإِمام الوبريّ: العدُّ إِنّما يدخُل في الأَشياءِ المِثليّةِ ، فمن اعتقد العدَّ فيهِ تعالى فقد قضى بإِثباتِ أَمثالٍ له ، والقِدَمُ يُحِيل المَثَل ويَنْبُو عن المُماثَلَةِ. ۳
قوله: المِثْلَ دَلِيلٌ على شِبهِه.
يريد بذلك ذكرَ البعضِ عن الكلِّ. كذا قال الإِمام الوبريُّ ۴ . ۵
قوله: على مِثالِه.
قال الإِمام الوبريُّ: إِنّ الحَسَنَ من كلّ فاعلٍ إِذا وقع على وجهِه فهو حسنٌ ، والقبيحَ من كلِّ فاعلٍ قبيحٌ لوقوعِه على وجهٍ مخصوصٍ. والمعتبَرُ بوجوهِ الأَفعالِ في حسنِها وقبحِها دونَ أَفعالِ فاعلِها ، ولهذا قال: يحبُّ العبدَ ويُبغِض عملَه ؛ لأَنَّ المؤمنَ حبيبُ اللّه ؛ لقوله: «يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُو»۶ فإِذا صدرت عنه صغيرةٌ فاللّهُ تعالى يحبُّ ذاتَه ويُبغِضُ عملَه. وكذلك الكافرُ إِذا أَحسنَ إِلى المسلمين ؛ فإِنَّ اللّهَ تعالى يُبغِض جسدَه ويُحِبُّ

1.معارج ، ص ۵۳۴.

2.معارج ، ص ۵۳۵.

3.في «ح» ( ج ۱، ص ۶۷۰) : «قال الوبري: الذي ذكرته لا يقتصر على المذكور بل هو تنبيه على أمثاله ، فقس عليه ما أشبهه في الإثم وما زاد عليه ، فليس هذا بحصرٍ بل ذكر البعض عن الكلّ».

4.معارج ، ص ۵۴۰.

5.سورة المائدة، الآية ۵۴ .

صفحه از 80