عمله. وهذا الخبرُ ردٌّ على من قال: «إِنَّ رسولَ اللّهِ ـ صلى اللّه عليه ۱ ـ لم يذكر شيئاً من العقليّاتِ!» ؛ فإِنّ هذهِ المسأَلةَ من لطيفِ الكلامِ في العقلِ. ۲
قوله: الحمدُ للّهِ الذي انحَسَرَتِ الأَوصافُ عَن كُنهِ مَعرفتِه.
وقال الإِمام الوبريُّ: معلوماتُ اللّهِ تعالى ومقدوراتُه التي لا تتناهَى يَقصُر وصفُ العبادِ عن بلوغِ غايتِها على التّفصيلِ ؛ فإِنَّ غيرَ المتناهي لا يصِحُّ وصفُه بأَسامٍ ۳ وأَقوالٍ متناهيةٍ. ۴
قوله: أَحَقُّ وأَبيَنُ ممّا تَرى۵العُيونُ.
وقال الإِمام الوبريُّ: جميع ما ترى العيونُ هو الأَجسامُ ونوعٌ من الأَعراضِ ، فهو تعالى أَولى بالوجودِ من الأَجسامِ والأَعراضِ والجَواهِرِ. وهذه مسألةٌ فيها اختلافٌ بين المتكلِّمين: أَنَّ صفةَ الوجودِ هل يدخُلُها التّفاضُلُ والتّزايُدُ أَم لا؟ والحقُّ أَن يقالَ: إِنّ الجوهرَ أَولى من العَرَضِ ، وواجبُ الوجودِ أَولى بالوجودِ من جائزِ الوجودِ ، ولفظُ الحقّ أَبلغُ في إِفادةِ صفةِ البيانِ من لفظِ الوجودِ ؛ لأَنّ الحقَّ هو الذي لزم ثبوتُه لزوماً لايقبلُ الانفصالَ ، تشبيهاً بحِقاق ۶ المفاصِلِ التي يلزم اتّصالُ بعضها ببعضٍ لزوماً ظاهراً مستمِرّاً على الأَوقاتِ، ولهذا يقال: «حُقُّ الوَرِك» ؛ لبلوغِه النهايةَ في اللُّزومِ والاتّصال. وكذلك في البعيرِ إذا بلغ استحقاقَ الحملِ عليه والركوب ، فيقال: حِقّ. فإن كان لا يجوز ۷ أن يقال: إِنّه أَولى بالوجودِ من غيرِه ، فينبغي أَن لا يقال: إِنّه أَحقّ من غيرِه. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام : أَحقُّ وأَبيَنُ مما تَرى العُيونُ.
1.في «د» : + «وآله» ، ولم ترد في «خ».
2.معارج ، ص ۵۴۵.
3.جمع اسم، والصحيح : «بأساميَ» ؛ لأنه غير منصرف .
4.معارج ، ص ۵۴۶.
5.في «د»: تراه ، والتصويب من «خ» ومن نهج البلاغة.
6.في «د» و «ح» (ج ۱، ص ۶۸۱) : بحقائق ، وفي «خ» رسم يشبهها ، وهو خطأ ظاهر.
7.في «د» يجوز ، والتصويب من «خ».