شرح حديث النورانية - صفحه 208

فهو على الدين القيّم ؛ كما قال اللّه تعالى : «وَ ذَ لِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» 1 و ساُبيّن ذلك بعون اللّه و توفيقه.
يا سلمان و يا جندب .
قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين.
قال عليه السلام : كنت أنا و محمّد نورا واحدا من نور اللّه عز و جل ، فأمر اللّه ـ تبارك و تعالى ـ ذلك النور أن يُشَقّ ، فقال للنصف: كن محمّدا ، و للنصف: كن عليّا. فمن هنا 2 قال رسول اللّه : «عليٌّ منّي و أنا من عليّ، و لايؤدّي عنّي إلاّ علي» 3 و قد وجّه أبابكر ببراءة إلى 4 مكّة ، فنزل جبرئيل و قال : يا محمّد. قال: لبّيك . قال: إنّ اللّه يأمرك أن تؤدّيها أنت أو رجل منك . فوجّهني في استرداد أبي بكر فرددته ، فوجد في نفسه ، فقال: يا رسول اللّه ، أنزل فيّ القرآن؟ قال صلى الله عليه و آله : لا ، لكن لايؤدّي إلاّ أنا أو علي عليه السلام .
يا سلمان و يا جندب.
قالا: لبّيك يا أخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
قال عليه السلام : من لا يصلح لحمل صحيفة يؤدّيها من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كيف يصلح للإمامة؟!
يا سلمان و يا جندب ، فأنا و رسول اللّه صلى الله عليه و آله كنّا نورا واحدا ، صار رسول اللّه صلى الله عليه و آله محمّد المصطفى ، و [صرت] أنا وصيّه عليّ 5 المرتضى ، و صار محمّد الناطق ، و صرتُ أنا الصامت ، و إنّه لابدّ في كلّ عصر من الأعصار أن يكون فيه ناطق و صامت.
يا سلمان، صار محمّد صلى الله عليه و آله المنذر ، و صرتُ أنا الهادي ؛ [وذلك ]قوله عز و جل: «إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» 6 فرسول اللّه المنذر و أنا الهادي. «اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُ وَ كُلُّ شَىْ ءٍ عِندَهُو بِمِقْدَارٍ * [عَــلِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَـدَةِ

1.سورة البيّنة ، الآية ۵ .

2.المصدر: فمنها.

3.الأمالي للمفيد ، ص۵۵ ؛ السنن للترمذي ج۵، ص۶۳۶ ، ح۳۷۱۹ ، المسند لأحمد ، ج۴، ص۱۶۴ ؛ السنن لابن ماجة ، ج۱، ص۴۲ .

4.م: في .

5.المصدر: ـ علي.

6.سورة الرعد ، الآية ۷ .

صفحه از 232