شرح حديث النورانية - صفحه 229

هاهنا إنّما يقتضي و يحكم بما رأوا ، و مقام الحكمة الظاهرية و الحكيم الظاهري ۱ لايقتضي و لايناسب إلاّ ما رأى ؛ إذ مراد أولياء الوارثة من المادّة عنصر العناصر الذي هو المشية الواقعة بإزاء الكون و الوجود ، و من الصورة الإرادة التي هي بازاء العين و الماهية ؛ و الوجود ملاك الفعل و الوجوب ، و الماهية هي ملاك الانفعال و الإمكان. و أمّا المادّة و الصورة في عرف جمهور الحكماء و ظاهر ۲ الحكمة الشائعة فهما على عكس ما رأوه الأولياء ؛ فإنّ مرادهم من المادة القوّة الإمكانية الهيولانية الانفعالية ، و من الصورة ما يقابلها من مناط الفعلية و ملاكها كما لا يخفي. فلكل كلمة مع صاحبتها مقام «وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا»۳ .
و اعتراضات بعض مشايخ المعاصرين و تعرّضاته و تعريضاته على ما اصطلح عليه جمهور الحكماء لا وقع و لا مجال لها ، كما أوضحنا.
و العجب أنّه ـ زاده اللّه تعالى فهماً ـ يرى أنّ كلّ ما يسمّى مادّة و إن كان قوّة إمكانية استعدادية انفعالية يكون أبا ، و له منصب الاُبوّة و الرجولية. و يسمّى صورة و إن كانت ملاك الفعل و التحصّل و الوجوب و الوجود يكون اُمّا و لها منصب الاُنوثة و الاُميّة ؛ و الباعث له على هذه الغفلة و الزلّة طائفة من الأخبار و الآثار التي يشعر بذلك و يتضمن التلويح إلى ما رآه علماء الوارثة في مقامه الصالح مثل خبر «الشقيّ شقي في بطن اُمّه ، و السعيد سعيد في بطن اُمّه» ۴ و غير ذلك مما يظهر بالتتبّع ، و لم يتفطّن بتفاوت ما بين المقامين ، و بتفاوت مقام ما بين المقامين ، و بمخالفة مقام هذه الطائفة من الأخبار و مباينته و مغايرته لمقام يبني عليه مصطلح القوم و يجري عليه كلامهم هاهنا هذا.
و بالجملة فهم عليهم السلام بحسب تحقيق مقاماتهم الثلاثة الكلّية [MB6]كانوا حقيقة مقام البسملة التي كلمة الجامعة لكليات جوامع الكلمات التامّات الشاملات

1.م: الظهرية ... الظهري .

2.م: ظهر .

3.سورة البقرة ، الآية ۱۴۸ .

4.شرح اُصول الكافي ، ج۱، ص۳۳۵ . وجاء في أكثر مصادر الخاصّة والعامّة بهذه الصورة : الشقي مَن شقي في بطن اُمّه ، والسعيد من سعد في بطن اُمّه . راجع : التوحيد ، ص۳۵۶ ؛ والمعجم الأوسط ، ج۳، ص۱۰۷ .

صفحه از 232