تذكرةً لنفسي الخاطبة ۱ ومن راجع إليها من الطلبة ، وهي تشتمل على مقدّمة بهيّة ۲ و مقاصد عديدة .
[ المقدّمة]
أمّا المقدّمة ، ففيها مطالب:
[ المطلب] الأوّل ۳ : في تعريف علم الرجال
اعلم أنّه علم يُقتدر به على معرفة أحوال الخبر الواحد صحّة وضعفا ، وما في حكمهما بمعرفة سنده و سلسلة رواته ذاتا ۴ ووصفا ، مدحا وقدحا ، وما في معناهما .
فالعلم بمنزلة الجنس يعمُّ علم المعرَّف وغيره من العلوم ، وبقولنا «يُقتدر على معرفة أحوال الخبر الواحد» يخرج عنه سائر العلوم إلاّ علم الدراية ؛ أمّا خروج غيرها فواضح ، وأمّا عدم خروجها فبملاحظة ظاهر تعريفها الّذي ذكره أهلُ الدراية كالشهيد الثاني في الدراية حيث قال:
وهو علم يُبحث فيه عن متن الحديث و طرقه من ۵ صحيحها وسقيمها وعليلها وما يحتاج إليه [ من شرائط القبول والردّ] ۶ ليُعرف المقبول منه و / 2 / المردود . ۷
فمقتضى ظاهر التعريف أنّ علم الدراية أيضا باحثٌ عن أحوال خبر ۸ الواحد ، ولكن أخرجه قيد «الصحّة والضعف» ، وتوضيح ذلك أنّ وظيفة علم الدراية ليس إلاّ مجردُ بيان معنى الصحيح من الحديث وغيره من الأقسام المعروفة عند أصحاب الدراية ؛ مثلاً عُرِّف فيها «الحديث الصحيح» بأنّه: ما اتّصل سنده إلى المعصوم بنقل
1.يحتمل أن تكون: الخاطئة .
2.الف : مهمّة .
3.ب : ـ الأوّل .
4.ب : ـ ذاتا .
5.الف : ـ من .
6.أضفناه من المصدر .
7.الدراية في مصطلح الحديث ، للشهيد الثاني ، ص۵ .
8.الف و ب : الخبر .