النحو رأينا ۱ أنّه يُبحث فيه عن طائفة من الأحوال الّتي تعرض موضوعَه الكلمةَ بواسطة الاسم والفعل اللّذين يكونان أمرين أخصّين منه ، وكذا علم الطبيعي ؛ فإنّه يُبحث فيه عن طائفة من الأعراض الّتي يعرض موضوعَه الجسمَ الطبيعي بواسطة العناصر والأفلاك ، وهكذا الكلام في سائر العلوم ، فيلزم على ما ذكرتم أن يقول: هذه الأحوال أعراضها ۲ غريبة بالنسبة إلى موضوع العلم الذي يُبحث عنها فيه ، وقد يجاب عنه بأنّ البحث عن العرض الذاتي في العلوم أعمّ من أن يكون عن العوارض ۳ التي تلحق لموضوعاتها أو لأشياءَ مخصوصة مندرجة ، فتأمل .
ثمّ إنّ الموضوع على ما يُستفاد من كلمات المحقّق الطوسي في منطق التجريد ۴ قد يكون شيئا واحدا ؛ كالعدد للحساب ، وقد يكون أشياءَ كثيرةً شرك في أمرٍ : إمّا ذاتيٍّ كالخط والسطح والجسم التعليمي الّتي هي موضوعات علم الهندسة ۵ فإنّها شرك في المقدار وهو جنس لها ، أو عرضيٍّ كالأمزجة والأخلاط والأعضاء والقوى إن جُعِلت موضوعاتٍ لا أجزاء موضوع واحد ؛ فإنّها شرك في الانتساب إلى غاية واحدة وهي الصحة .
وأيضا قد يكون مأخوذا على الإطلاق كما في مثال القدمية ۶ ، وقد يكون مقيّدا كالجسم الطبيعي من حيث الاستعداد للحركة والسكون للعلم الطبيعي ، وإنّما كانت هذه موضوعات هذه العلوم لأنّ موضوعات مسائلها ترجع إليها ، بأن يكون موضوع المسألة نفس موضوع العلم كقولنا : «العدد إمّا زوج أو فرد» ، أو جزئيا [ تحته] ۷ كقولنا : «الاثنان زوج» ، أو جزءا منه كقولنا : «الصورة تتكوّن أو تفسد» ، أو عرضا ذاتيّا له
1.الف و ب : فرأينا .
2.الف و ب : أعرضها (؟) .
3.الف و ب : عوارض .
4.الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد في بحث البرهان ، ص۱۸۰ .
5.الف و ب : الهندسية .
6.الف و ب : العدمية . والصحيح «القدمية» .
7.كذا في المصدر، ولم يوجد في النسختين . وفي ب : له .