جواهر الکلمات فيما يتعلق بأحوال الرواة - صفحه 380

لظهور أنّ المعصوم هو الآمر والناهي ، فتأمّل.
وأمّا المتّصل ـ و يسمّى الموصول ـ فهو على ما يظهر من جماعة : ما اتّصل سنده إلى من نقل عنه ابتداءً حتى روى كلّ واحد من رجاله عمّن تقدّمه ، سواء رفع مع ذلك إلى المعصوم و اُضيف إليه أو كان موقوفا على ما دونه ، و بعبارة اُخرى: سواء كان المنقول عنه ابتداء معصوما من نبيٍ أو إمامٍ أو غير معصوم كالمصاحب ، فكان بينه وبين الموقوف عموم من وجه ؛ لاجتماعهما فيما اتّصل سنده و وقف فيه على المصاحب. ومن الأمثلة ما قاله الكليني في اُصوله:
الحسين بن محمد و محمد بن يحيى ، عن علي بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن مسلم ، عن الحسن بن علي بن النعمان قال: / 28 / حدّثني أبي علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن اليماني ابن عبيداللّه قال: رأيت يحيى بن اُم الطويل وقف بالكناسة ثمّ نادى بأعلى صوته: «معاشر أولياء اللّه ، إنّا برآء ممّا تسمعون ، مَن سبّ عليا عليه السلام فعليه لعنة اللّه » الحديث ۱ .
وانفراد الأوّل فيما اتّصل ورفع إلى المعصوم ، والثاني فيما وقف فيه على المصاحب ولم يصل سنده بأن تضمّن قطعا أو إرسالاً.
وأمّا المضطرب: فقال بعض الأجلّة في مقام بيانه ما حاصله: أنّ المضطرب هو ما جاء على وجهين متخالفين وهو ضربان:
اضطراب في المتن: وذلك كما جاء في اعتبار الدم المشتبه بالقرحة ؛ ففي الكافي ۲ و كثير من نسخ التهذيب: أنّه إن كان من الجانب الأيمن فحيض ، وفي بعضها بالعكس. ۳
واضطراب في السند ، وقد بيّنوه بأن يروي الراوي تارةً بواسطة واُخرى بلا

1.... و نحن برآء من آل مروان و ما يعبدون من دون اللّه . بحارالأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۲۰ بنقل من الكافي.

2.عن محمّد بن يحيى رفعه عن أبان قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : فتاة منّا بها قرحة في فرجها والدم سائل ، ولا تدري من دم الحيض أو من دم القرحة؟ فقال: مرها فلتستلقِ على ظهرها ، ثمّ ترفع رجليها ، ثمّ تستدخل إصبعها الوسطى : فإن خرج الدم من الجانب الأيمن فهو من الحيض ، وإن خرج من الجانب الأيسر فهو من القرحة . كما في الكافي ، ج۳ ، ص۹۴ و ۹۵ .

3.روى الشيخ في التهذيب (ج ۱ ، ص۳۸۵ و ۳۸۶) بإسناده عن محمّد بن يحيى رفعه عن أبان قال: فإن خرج الدم من الجانب الأيسر فهو من الحيض ، وإن خرج من الجانب الأيمن فهو من القرحة.

صفحه از 500