إلاّ أن يقال: إنّ دلالته على صحّة العقيدة وإن كان عند التحقيق غير سديد ، إلاّ أنّ المشهور لمّا عدّها ممّا يفيد التوثيق و التعديل للراوي نفسه و جعَله مساويا لقولهم «ثقة» عددناه منه تبعا لهم ، فتأمل.
[ما دل على حسن الراوي مطابقة والرواية التزاما مع كون مدلوله حسنا]
وأمّا ما دلّ على حسن الراوي مطابقة والرواية التزاما مع كون مدلوله حُسنا غير بالغ إلى حدّ الوثاقة مع كونه مجامعا لصحّة العقيدة سواء كانت الدلالة على الصحّة بطريق النصّ كقولهم «فلان خَيِّر إمامي» أو بطريق الظهوركقول العدل الإمامي «فلان صالح» فالألفاظ كثيرة:
[1 .] منها: قولهم «فلان خَيِّر إمامي» ؛
[2 .] ومنها: قولهم «فلان خيّر» ؛
[3 .] ومنها: قولهم «فلان صالح» ؛
[4 .] ومنها: قولهم «صادق» ؛
[5 .] ومنها: قولهم «دَيِّن».
والوجه في دلالة هذه الألفاظ الأربعة / 50 / ونحوها من الألفاظ الآتية ـ مضافا إلى المدح على وصف الإماميّة ـ ما مرّ من أنّ ديدنهم التعرّض للفساد ، فعدمه ظاهر في عدم وجدانه ، وعدم الوجدان ظاهر في عدم الوجود ؛ لبعد وجوده و عدم ظفرهم مع شدّة بذل جهدهم ، وبعبارة اُخرى إظهار المدح مع عدم إظهار القدح ظاهر في كون الممدوح إماميّا ، وبهذا الإظهار يصير الحديث حسنا عند الاعتبار ، بل نقول: إنّ الظاهر ممّن تعرضّه الشيخ والنجاشي وغيرهما من غير تعرّض بسوء العقيدة صحّة المذهب وكونه إماميّا وإن لم يتعرّضوا لمدحه ۱ فضلاً عن التعرّض له ؛ فذلك لتصريح بعض الأعلام من أنّ جماعة من مشايخ الرجال الذين قد ألّفوا الكتب في علم الرجال ـ لا سيّما الشيخ والنجاشي ۲ ـ قد صرّحوا في أوّل الكتب بأنّ المقصود ذكر كتب الشيعة و
1.الف و ب : المدحة .
2.الفهرست ، ص۱ و ۲ ؛ النجاشي ، ص۲ ؛ معالم العلماء ، ص۲.