جواهر الکلمات فيما يتعلق بأحوال الرواة - صفحه 442

ويشهد به ديدنهم أنّهم يحكمون بمجرّد ورود المدح بكون الحديث حسنا ؛ ولعلّ السرّ ما تقدّم من أنّ إظهار المدح مع عدم إظهار القدح وعدم تأمّل منهم ظاهر في كونه إماميّا ، ومِن أنّ ديدنهم التعرّض للفساد كما سبق مشروحا.
الثانية ۱ أنّ المدح له أقسام:
الأوّل: ما يستفاد منه قوة في السند وصدق القول مثل قولهم «فلان صالح أو خيّر».
الثاني: ما يستفاد منه قوّة في المتن مثل قولهم «فلان فهيم أو حافظ» أو ما أدّى مؤدّيهما.
الثالث: ما لا يستفاد منه لا هذا و [ لا] ذاك ، أي ما لا دخل له في قوّة السند ولا في المتن مثل قولهم «فلان شاعر أو قارئ» ونحوهما.
والرابع: ما اشتبه حاله.
وقس على هذا حال أسباب الذمّ ؛ فإنّها أيضا ينقسم إلى الأقسام المذكورة كما يظهر عند التأمّل بلا شبهة.
ثم إنّه لا شك في أنّ منشأ صيرورة الحديث حسنا أو قويّا هو / 66 / الأوّل . وأمّا الثاني فقد ذكر بعض المحقّقين من أنّه معتبر في مقام الترجيح والتقوية بعد ما صار الحديث صحيحا أو حسنا أو قويّا ، خلافا ۲
لظاهر جماعة منهم صاحب لب اللباب حيث جعلوا حديثه قويّا ؛ لأنّهم عدّوا من أقسام القويّ ما يكون جميع رواة سلسلته إماميين إلاّ أنّ البعض أو الكلّ يكون ممدوحا بمدح غير بالغ إلى مرتبة الحسن ۳ ، والجيّد هو الأوّل ، فتأمّل. وأمّا الثالث فالظاهر هو ۴ الاتفاق على أنّه لا اعتبار به لأجل الحديث حسنا أو قويّا بل يضمّ إلى أسباب الحسن في القوّة بعد ما صار الحديث حسنا أو قويّا إظهارا لزيادة الكمال والقوة فهو من المكمّلات. وأمّا الرابع كقولهم «فلان أديب أو عارف باللغة» ونحوهما كالقارئ ، فهل يحسب من الأوّل حتّى يكون الحديث حسنا

1.ب : الثاني .

2.منهج المقال وتعليقته ، ص۱۰۲ .

3.لب اللباب، المجلد الثاني من ميراث حديث شيعه، ص۴۶۱ .

4.ب : ـ هو .

صفحه از 500