جواهر الکلمات فيما يتعلق بأحوال الرواة - صفحه 445

الإجازة ، ولا عادةً لعدم معلوميّة [أنّ ]كل شيخ من مشايخ الإجازة يستحيل في العادة صدور ما ينافي العدالة منه ، فإذا ثبت عدم دلالتها على العدالة فلا يثبت بها صحّة الحديث سواء قلنا بأنّ التزكية من باب الشهادة أو الرواية أو الظنون الاجتهادية ، فلو شهد العدلان كالشيخ الطوسي والكشّي بأن إبراهيم بن هاشم شيخ الإجازة فلا يصحّ لك أن تقول بأنّ ذلك شهادة منهما على عدالته فيجب قبولها ؛ لأنّ الشهادة من الأسباب الشرعية ولذا يثبت بها كثير من الموضوعات ؛ لأنّ قولهما إنّما يكون شهادة على العدالة لو كان العبارة المزبورة دالّة عليها بإحدى الدلالات المعهودة الّتي هي في المقام مفقودة. وكذا لا يمكن لك أن تقول: إذا قال عدل واحد بأنّ فلانا / 68 / من مشايخ الإجازة كان هذا القول إخبارا منه بعدالته فيجب قبوله ؛ لأنّ خبر العدل من الأسباب الشرعية أو من الظنون المخصوصة ، ووجه عدم الإمكان ما في خصوص الشهادة.
ثمّ إذا عرفت ما ذكرنا فاعلم أنّ المعتمد هو القول الأخير ؛ لأنّك قد عرفت مرارا أنّ التزكية من باب الظنون الاجتهادية وأنّه من الاُمور الاجتهادية كالمسائل الفقهية واللغوية ، فعليه نقول: إنّا وإن قلنا: إنّ مقتضى التحقيق هو عدم دلالة نفس العبارة على العدالة ، ولكن نقول: إذا رأينا قول مشايخ الرجال أنّ إبراهيم بن هاشم من مشايخ الإجازة حصل لنا الظنّ المعتمد بعدالته ؛ فذلك لأمرين:
الأوّل: الاستقراء ، وتقريره أنّا وجدنا عدم صدور ما ينافي العدالة من معظم مشايخ الإجازه ، والمشكوك يلحق بالغالب بلا شبهة.
الثاني: إنّ الظاهر أنّ من استجاز منه الأجلّة كالمفيد وشيخ الطائفة لا يكون إلاّ عدلاً وإن أمكن عقلاً أن يكون فاسقا ، فيكون كون الشخص شيخ الإجازة مفيدا للظنّ بالعدالة وإن لم يكن العبارة دالةً عليها بإحدى الدلالات المزبورة كما عرفتها مشروحةً . هذا مضافا إلى المحكيّ عن الشهيد الثاني بأن «مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم». ۱

1.هذه نقل بالمضمون والملخّص ونصّه هذا: «تعرف العدالة المعتبرة في الراوي بتنصيص عدلين عليها أو بالاستفاضة بأن تشتهر عدالته بين أهل النقل أو غيرهم من العلم كمشايخنا السالفين من عهد الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وما بعده إلى زماننا هذا. لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المشهورين إلى تنصيص على تزكية ولا تنبيه على عدالة ؛ لما اشتهر في كلّ عصر من ثقتهم وضبطهم وورعهم زيادة على العدالة ، وإنما يتوقّف على التزكية غير هؤلاء من الرواة» . الدراية ، ص۶۹ ؛ الرعاية ، ص۱۹۲ ـ ۱۹۳ ؛ مستدرك الوسائل ، ج۳ ، ص۳۰۹.

صفحه از 500