الفوائد الرجالية - صفحه 330

النيسابوري»، وآخرون أيضاً يحتذون مثاله ، وإنّي لست أراه مأخوذاً من دليل معوَّل عليه ، ولا أرى له وجهاً إلى سبيلٍ مركون إليه ؛ فإنّ بُندُقه ـ بالنون الساكنة بين الباء الموحّدة والدال المهملة المضمومتين قبل القاف ـ بو قبيلة من اليمن ، ولم يقع إليّ في كلام أحد من الصدر السالف من أصحاب الفن أنّ محمّد بن إسماعيل النيسابوري كان من تلك القبيلة ، غير أنّي وجدت في نسخة وقعت إليّ من كتاب الكشّي في ترجمة فضل بن شاذان : البندقي ، وظنّي أنّ في الكتاب بندفر بالفاء والراء كما في رجال الشيخ ، وغيره بالقاف والياء تصحيف وتحريف .
ثمّ ليعلم أنّ طريق الحديث بمحمّد بن إسماعيل النيسابوري هذا صحيح لا حسن كما وقع في بعض الظنون ، ولقد وصف العلاّمة وغيره من أعاظم الأصحاب أحاديث كثيرةً هو في طريقها بالصحّة ، وكذلك شقيقه عليّ بن محمّد بن قتيبة أيضاً صحيح لا حسن ، ۱ انتهى .
ففي كلامه اُمور يوجب التعويل عليه :
من أنّه شيخ كبير فاضل جليل القدر معروف دائر الذكر بين أصحابنا الأقدمين .
ومن [أنّه] الخصّيص بالفضل بن شاذان .
ومن أنّ جلالة أمره عند المتمهّر في هذا الفنّ أعرف من أن يوضح وأجلّ من أن يبيّن .
ومن أنّه يلقّب بالبندفر ؛ فإنّ مقتضاه جلالة أمره ، بل استظهر جدّنا العلاّمة أنّ هذا المدح يبلغ حدّ الوثاقة لو لم يَفُق عليه .
ومن أنّه من مشايخ الإجازة سيّما / 42 / من مشاهيرهم .
قال الشهيد الثاني في الرعاية : «إنّ مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص ، لما اشتهر في كلّ عصر [ من ] ۲ ثقتهم» . ۳
وعن بعض علماء الرجال : «إنّه ينبغي أن لا يرتاب في عدالة مشايخ الإجازة» . ۴
ومن أنّ طريق الحديث بمحمّد بن إسماعيل هذا صحيح لا حسن كما وقع في

1.الرواشح السماوية ، ص۷۱ ـ ۷۲ .

2.الزيادة أثبتناها من المصدر .

3.الرعاية ، ص۱۹۲ ـ ۱۹۳ ، نقله باختصار .

4.ورد نحو هذا الكلام في معراج أهل الكمال ، ص۱۲۶ .

صفحه از 490