الفوائد الرجالية - صفحه 345

ـ وقال الشيخ محمّد : ـ والعجب من العلاّمة أنّه أتى بقوله : «أسند عنه» مع عدم تقدّم مرجع الضمير ، فكأنّه نقل كلام الشيخ رحمه الله بصورته ، والضمير فيه عائد إلى الصادق عليه السلام . وهذا من جملة العجلة الواقعة من الخلاصة . انتهى .
وقال الفاضل عبدالنبي في الحاوي :
لا يخفى أن ضمير عنه في عبارة الخلاصة لا مرجع له بحسب الظاهر ، وكان عليه أن يقول : من أصحاب الصادق عليه السلام . ۱
وغير ذلك ممّا يطول الكلام بذكر التمام .
وإن قلت : إنّ مخالفة العلاّمة في الخلاصة للنجاشي في بعض التراجيم المتقدّمة لا يوجب سهوه ، كيف وإنّ العلاّمة لم يلتزم بمتابعة النجاشي في كتابه الخلاصة .
قلت : نعم ، ولكن مقتضى الاستقراء في الكتابين أنّ الخلاصة مأخوذة من كتاب النجاشي ، ولكن الأخذ من الغير أقلّ بالنسبة إلى النجاشي كما صرّح به الشهيد الثاني في بعض تعليقات الخلاصة نقلاً عند ترجمة عبد اللّه بن ميمون «أنّ الذي اعتبرناه بالاستقراء أنّ طريق المصنّف أنّ ما يحكيه أوّلاً من كتاب النجاشي ، ثمّ يعقّبه بغيره إن اقتضى الحال» . ۲
وقال أيضاً في بعض تعليقات الخلاصة عند ترجمة الحجّاج بن رفاعة :
والمعلوم من طريقة المصنّف أن ينقل في كتابه لفظ النجاشي في جميع الأبواب ، ويزيد عليه ما يقبل الزيادة . ۳
فمقتضاه التزام العلاّمة بذكر ما ذكره النجاشي في أوّل الترجمة ، ولذا أورد الشهيد على العلاّمة في الخلاصة حيث قال في ترجمة عبّاس بن معروف : ثقة صحيح ، بأنّ «لفظ صحيح زيادة من كتاب النجاشي ، وتركه أجود» ۴ ولا يخفى أنّ فيه مبالغة من كون الخلاصة مأخوذة من كتاب النجاشي .

1.حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، ج۴ ، ص۳۶۴ ، رقم ۲۲۶۵ .

2.رسائل الشهيد الثاني ، ج۲ ، ص۱۰۲۳ ، رقم ۲۴۶ .

3.نفس المصدر ، ص۹۶۳ ، رقم ۱۴۵ .

4.نفس المصدر ، ص۱۰۳۵ ، رقم ۲۷۱ .

صفحه از 490