فإذا ظهر الحال ناسب أن يقال ـ كما هو المتداول في ألسنة الرجال ـ : إنّ عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود ، ولو ساعدنا التوفيق لنورد فائدة في تحقيق حاله وحال الحديث من جهته وقبول الأصحاب روايته والطعن فيه إن شاء اللّه تعالى . / 47 / و منهم : الفاضل المتّقي أوّل المجلسيّين في شرح مشيخة الفقيه حيث قال :
واعلم أنّ كلّ ما وقع من الشيخ الطوسي من السهو والغفلة باعتبار كثرة تصانيفه ومشاغله العظيمة ؛ فإنّه كان مرجع فضلاء الزمان ، وسمعنا من المشايخ وحصل لنا الظنّ أيضاً من التتبّع أنّ فضلاء تلامذته الذين كانوا من المجتهدين يزيدون على ثلاثمئة فاضل من الخاصّة ، ومن العامّة ما لا يحصى ؛ فإنّ الخلفاء أعطوه كرسي الكلام وكان ذلك لمن كان وحيدا في ذلك العصر ، مع أنّ أكثر التصانيف كان في أزمنة الخلفاء العبّاسيّة ؛ لأنّهم كانوا مبالغين في تعظيم العلماء والفضلاء من العامّة والخاصّة ، ولم يكن إلى زمان الشيخ تقيّة كثيرة بل كانت المباحثة في الاُصول والفروع حتّى في الإمامة في المجالس العظيمة . وذكر ابن خلّكان جماعة كثيرة من أصحابنا في تاريخه وكانوا بحيث لا يمكنهم إخفاء مذاهبهم ، ومباحثات القاضي عبدالجبّار والباقلاني وغيرهما مع المفيد والمرتضى وشيخ الطائفة مذكورة في تواريخ الخلفاء ، فلهذه المشاغل العظيمة يقع منه السهو كثيراً . ۱
ومنهم : الفاضل التفرشي في ترجمة القاسم بن محمّد الجوهري حيث قال : «إنّ الشيخ في الرجال قد ذكر كثيراً من الرجال تارة في باب من يروي ، واُخرى في باب من لم يرو» ۲ وعدّ جماعة ، وذكر تلك المقالة في ترجمة معاوية بن الحكم أيضاً ۳ وغيره . وذكر في ترجمة عبدالحميد بن سعد أنّ «ذكر المتّحد مختلفين كثير في كلام الشيخ في الرجال مع جزمنا بالاتحاد» ۴ وذكر في ترجمة إبراهيم بن عبدالحميد أنّ تعدّد العنوان في كلام الشيخ في الرجال كثير مع عدم التعدّد يقيناً كما يظهر مِن أدنى تتبّع .
قال ابن داوود في الجزء الأوّل من كتابه : «يحيى بن أبي القاسم ، يكنّى أبا بصير ،
1.روضة المتّقين ، ج۱۴ ، ص۴۰۵ .
2.نقد الرجال ، ج۴ ، ص۴۴ .
3.نفس المصدر ، ج۴ ، ص۲۸۶ .
4.نفس المصدر ، ج ، ص۳۵ ، رقم ۲۸۱۰ ، قال : «والظاهر أنّهما واحد وإن كان الشيخ ذكرهما مختلفين ؛ لأنّ مثل هذا في كلامه كثير مع جزمنا بالاتّحاد» .