الفوائد الرجالية - صفحه 352

ثمّ قال : «ورأيت في كتاب ابن داوود خلطا كثيرا» ۱ بحيث لا يمكن الاعتماد على نقل توثيق مثله عن الكشّي ؛ لأنّه كثيرا ما يقول : «كش ثقة» مثلاً ونرى أنه روى ما يدلّ على ذلك لا أنّه حكم بذلك ، والرواية قد تكون صحيحة وقد لا تكون ، وغير ذلك .
ولو ساعدني التوفيق لأوردتُ فائدة على حدة في تحقيق حال كتابه مضافاً إلى تفطّن النجاشي بأغلاط الكشّي حيث قال في الترجمة :
كان ثقة روى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العيّاشي وأخذ عنه وتخرّج عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم ، له كتاب الرجال كثير العلم إلاّ أنّ فيه أغلاطاً كثيرة . ۲
وصرّح أيضاً بكثرة أغلاطه العلاّمة في الخلاصة قال :
محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشّي يكنى أباعمرو ، بصير بالأخبار والرجال ، حسن الاعتقاد ، وكان ثقة ، روى عن الضعفاء ، وصحب العيّاشي وأخذ عنه وتخرّج عليه في داره ، له كتاب الرجال كثير العلم إلاّ أنّ فيه أغلاطاً كثيرة . ۳
ويظهر من شيخنا البهائي أيضا الحكم بأنّ فيه أغلاطا كثيرة كما سيجيء ، ونحن نذكر منها شطرا من أغلاطه :
فمنها : أنّه قال في يحيى بن أبي القاسم : «أبي بصير ويحيى بن القاسم الحذّاء . حمدويه ذكر عن بعض أشياخه يحيى بن الحذّاء الواقفي» ۴ إلى أن قال : «حدّثني أحمد بن محمّد بن يعقوب البيهقي قال : حدّثنا عبد اللّه بن حمدويه البيهقي قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن عبّاد البصري ، عن علي بن محمّد القاسم الحذّاء الكوفي قال : خرجت في المدينة فلمّا جزت حيطانها مقبلاً نحو العراق إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق قلتُ لبعض من كان معي : من هذا؟ فقالوا :

1.نفس المصدر السابق . وقد علّق المامقاني في التنقيح معلّقا على كلام الأردبيلي «ورأيت . . . خلطا كثيرا» بقوله : «وهذا اشتباه نشأ من عدم الاُنس برجال ابن داوود ؛ فإنّ من سبر رجال ابن داوود عرف مراده بـ «كش» غالبا ، بل في ما عدا النادر من موارده هو «جش» ، وذلك نشأ من رداءة خطّه . . .» . تنقيح المقال ، ج۲ ، ص۲۰۵ .

2.رجال النجاشي ، ص۳۷۳ ، رقم ۱۰۱۸ .

3.خلاصة الأقوال ، ص۲۴۷ ، رقم ۴۰ .

4.رجال الكشّي ، ص۴۷۴ ، رقم ۹۰۱ .

صفحه از 490