الفوائد الرجالية - صفحه 370

في تلك الأعصار مشتهرة فيما بينهم اشتهار الشمس في رابعة النهار . ۱
وهو مقتضى كلام الفاضل التوني حيث قال :
إنّ أحاديث الكتب الأربعة مأخوذة من اُصول وكتب معتمدة معوَّل عليها ؛ فإنّ مدار العمل عليها عند الشيعة ، وكان عدّة من الأئمّة عليهم السلام عالمين بأنّ شيعتهم يعملون بها في الأقطار والأمصار . ۲
وذكره العلاّمة المجلسي في أربعينه في الحديث الخامس والثلاثين الذي رواه الكليني ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ؛ حيث إنه بعد ما حقّق أنّ محمّد بن إسماعيل هذا هو النيشابوري ذكر أنّ جهالته لا تقدح في صحّة الحديث ؛ لوجوه ـ إلى أن قال : ـ الثالث أنّ الظاهر أن هذا الخبر مأخوذ من كتاب ابن أبي عمير ، وكتب ابن أبي عمير كانت أشهر عند المحدثين من الاُصول الأربعة عندنا ، بل كانت الاُصول المعتبرة الأربعمئة عندهم أظهر من الشمس في رابعة النهار .
وقال السيّد السند النجفي في رجاله في جملة كلام منه : وسهولة الخطب في أمر المشايخ لأنهم إنما يذكرون السند لمجرّد الاتصال والتبرك ، وإلاّ فالرواية من الكتب الاُصول المعلومة ؛ حيث إنها كانت في زمن المحمدين الثلاثة معروفة كالكتب الأربعة في زماننا ، وذكرهم للمشايخ في أوائل السند كذكر المتأخرين الطريق إليهم مع تواتر الكتب وظهور انتسابها إلى مؤلفيها .
الثالث : أنّ الشيخ مع أنّ دأبه تضعيف الروايات بالرواة لم يضعّف روايةً بضعف تلك الطرق في كتابه أصلاً .
وفيه : منع حصول الظنّ منه في المقام ؛ لصعوبة الأمر .
هذا ما ذكره المحقّق المزبور ، وفيه ما فيه .

1.مشرق الشمسين ، ص۲۶۹ .

2.الوافية ، ص۲۷۷ .

صفحه از 490