من الدراية التوقف في العمل بالحسن والموثق ، وكذا من الشهيد في الشرح مع احتمال عدم الجواز منه ، والأوّل أقرب ؛ ووجهه ظاهر ممّا تقدّم .
نعم ، لو كان المدح في الحسن بما يساوي التوثيق في إفادة الظنّ بالتحرّز عن الكذب فيتأتّى التساوي ، أو كان المدح فيه بحيث كان الظنّ الحاصل منه بالتحرّز عن الكذب أقوى من الظنّ الحاصل بالتحرّز عن الكذب في التوثيق فيقدّم الحسن . ومنه يظهر الكلام في تعارض الموثّق والقويّ .
السادس : تعارض الحسن والقويّ ، وهما سيّان كما يظهر ممّا تقدّم ، إلاّ أنّه يختلف الأمر باختلاف المدح أيضاً ، فما كان المدح فيه أقوى فيقدّم سواء كان الحسن أو القويّ ، وإن تساوى المدح فيهما فيتساويان ، وعليك بالتدبّر فيما تلوناه عليك في الحال ؛ فإنّي لم أجد أحداً جرى على هذا المنوال سوى الوالد المحقّق في بعض فوائده في الرجال .