كتاباً خرج من أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهماالسلام إلى القمّيّين في براءته ممّا قذف به . ۱
فمقتضى ما سمعت أنّه لا يتسارع إلى الجرح بأدنى سبب ، بل يأتي بكمال التأمّل .
قال الفاضل الخواجوئي :
لو كان ابن الغضائري مسارعاً إلى الجرح بأدنى سبب لقدح فيه مع تلك الأسباب الجامعة ، لكنّه لمّا كان متثبّتاً متأمّلاً في ذلك نظر في كتبه ورواياته كلّها ، وتأمّل فيها تأمّلاً صافياً شافياً ، فوجدها نقيّة لا فساد فيها إلاّ ما كان في أوراق من التخليط ، فحمله على أنّه موضوع عليه . ۲
فيه كلام مع الوالد المحقق
أقول : إنّه لا دلالة على مشيه في الترجمة المذكورة من عدم جرحه على عدم تسارعه إلى الجرح بوجه ؛ فإنّ النجاشي مع كونه من أضبط الرجال / 90 / وأعرفهم بأحوال الرواة ـ كما عرفت سابقاً ـ شهد بصحّة كتبه ، قال : «وكُتُبه صحاح إلاّ كتاباً ينسب إليه في ترجمة تفسير الباطن فإنّه مختلط» . ۳
نعم ، إنّه نقل عن القميّين ممّا سمعت من الرمي بالغلوّ ، ولكن صرّح بعده بتوقّفهم فيه ؛ لما رأوامنه من الاشتغال بالصلاة من أوّل الليل إلى آخره ، قال :
ذكره القميّون وغمزوا عليه ورموه بالغلوّ ، حتّى دسّ عليه من يفتك به ، فوجدوه يصلّي من أوّل الليل إلى آخره فتوقّفوا عنه . ۴
فإنّه كما ترى لا وجه لتضعيفه إلاّ نسبة الغلوّ إليه في أوّل الأمر .
ولا إشكال في ضعف تضعيفاتهم رأساً ، كما ذكره غير واحد من الأصحاب سيّما تضعيفهم بالغلوّ ؛ فإنّه كانت لهم اعتقادات خاصّة في الأئمّة بحسب اجتهادهم لا يجوّزون التعدّي عنها ، ويسمّون التعدّي عنها غلوّاً وارتفاعاً ، حتّى أنّهم جعلوا مثل نفي السهو عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم غلوّاً .
1.خلاصة الأقوال ، ص۳۹۸ ، رقم ۲۸ .
2.نقله عنه في سماء المقال ، ج۱ ، ص۴۷ .
3.رجال النجاشي ، ص۳۲۹ ، رقم ۸۹۱ .
4.نفس المصدر .