الفوائد الرجالية - صفحه 447

ظاهر لا يخفى إلاّ على من جهل حاله ولم يعرف شخصه وكماله .
واحتجّ الوالد المحقّق بالأدلّة الدالّة على الوثاقة كما مرّ ، قال :
ولعلّ بروز كثرة الجرح منه باعتبار انحصار كتابه في الضعفاء كما نقل الانحصار عن ابن طاووس والشهيد الثاني وصاحب المعالم أو كون المعروف منه كتابه المقصور على الضعفاء بناء على ثبوت كتاب له في الممدوحين كما إليه الفاضل الخواجوئي قال : «ولم أظفر بذكره من غيره ، فهو غير معروف ، وإلاّ فقد علمت ـ بما مرّ ـ أنّه في الجرح على التأمّل والتعمّق والتثبّت» .
أقول : وفي كلا الوجهين نظر :
أمّا الأوّل : ففيه ـ مضافاً إلى عدم اعتبار الاشتهار بعد قيام الدليل على خلافه ـ أنّه عرفت تصريح جماعة من محقّقي الطائفة بالضعف كالسيّد الداماد في الرواشح ، والإسترآبادي في منهج المقال ، والعلاّمة البهبهاني في التعليقة .
وكذا صرّح به أوّل المجلسيّين في جملة كلام منه ، قال :
إنّ الذي يظهر بالتتبّع أنّ جابر بن يزيد ثقة جليل ، من أصحاب أسرار الأئمّة وخواصّهم ، والعامّة تضعّفه ، وتبعهم بعض الخاصّة ؛ لأنّ أحاديثه تدلّ على جلالة الأئمّة ، ولمّا لم يمكن القدح لجلالته قدح في رواته ، وإذا تأمّلت أحاديثه يظهر لك أنّ القدح ليس فيهم ، بل فيمن قدح فيهم باعتبار عدم معرفة الأئمّة كما ينبغي .
والذي ظهر لنا من التتبّع التامّ أنّ أكثر المجروحين سبب جرحهم علوّ حالهم كما يظهر من الأخبار التي وردت عنهم : اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا . ۱
والظاهر أنّ المراد بقدر الرواية أي علوّ الأخبار التي لا يصل إليه عقول أكثر الناس ، وقد ورد متواتراً عنهم أنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ۲ .
ـ قال : ولهذا ترى أنّ ثقة الإسلام وعلي بن إبراهيم ومحمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد اللّه وأضرابهم ينقلون أخبارهم ويعتمدون عليهم ، وابن الغضائري المجهول حاله وشخصه

1.الكافي ، ج۱ ، ص۵۰ .

2.نفس المصدر ، ص۴۰۱ ، ح ۱ ـ ۳ .

صفحه از 490