الفوائد الرجالية - صفحه 467

من أدرك المشعر فقد أدرك الحجّ ، وهو قد كان مِن أروى أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام . ۱
قال أبو عمرو الكشّي : وذلك لأنّ عبد اللّه بن مسكان كان رجلاً موسراً ، وكان يتلقّى أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم ، وزعم أبوالنصر محمّد بن مسعود أنّ ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبد اللّه عليه السلام شفقة أن لا يوفّيه حقّ إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالاً وإعظاماً له عليه السلا ۲ ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه وتصديقهم لما يقولون والإقرار لهم بالفقه والعلم ، وعنه يروي ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهم من أجلاّء فقهاء أصحاب الحديث وكبرائهم .
وبالجملة ، قد أورد الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام جماعة جمّة إنّما روايتهم عنه بالسماع من أصحابه الموثوق بهم والأخذِ من اُصولهم المعوّل عليها ، ذكر كلاًّ منهم وقال : «أسند عنه» ، فمنهم من لم يلقه ولم يدرك عصره ، ومنهم من أدركه ولقيه ولكن لم يسمع منه رأساً أو الأشياء قليلاً ـ إلى أن قال ـ فإذن قد استبان لك حقّ الاستبانة الفرق هنالك بين أصحاب الرواية بالإسناد عنه وأصحاب الرواية بالسماع منه وأصحاب اللقاء من دون الرواية مطلقاً ، إلاّ أنّ ذلك المسلك في كتاب الرجال يبتدئ من لدن أصحاب الباقر عليه السلام » ۳ انتهى .
والمرجع إلى أنّ الشيخ فرّق في كتاب الرجال بين أصحاب الرواية بالسماع من الإمام وأصحاب الرواية بالإسناد عنه ، أي بالرواية من أصحابه الموثوق بهم ، وأخذ من اُصولهم المعوَّل عليه ، فمعنى «أسند عنه» أنّه لم يسمع من الإمام ، بل من أصحابه الموثوق بهم وأخذ من اُصولهم المعوَّل عليها .
وفيه : قوله : «مع أنّه قد صحّ وثبت عن أئمّة الرجال أنّ حريز بن عبد اللّه لم يسمع من أبي عبد اللّه عليه السلام إلاّ حديثاً أو حديثين» الظاهر أنّ المقصود منه ما ذكره العلاّمة في الخلاصة ، حيث قال : «وقال يونس : لم يسمع من أبيعبد اللّه [إلاّ] حديثين» ۴ ومثله النجاشي إلاّ أنّه قال : «ولم يثبت ذلك» ۵ وما في الكشّي عن محمّد بن مسعود ، عن

1.رجال النجاشي ، ص۱۴۴ ، رقم ۳۷۵ .

2.التحرير الطاووسي ، ص۳۳۵ ، رقم ۲۲۹ .

3.م رجال الكشّي ، ج۲ ، ص۶۸۰ ، رقم ۷۱۶ .

4.الرواشح السماوية ، ص۶۳ ـ ۶۶ .

5.خلاصة الأقوال ، ص۱۳۴ .

صفحه از 490