الفوائد الرجالية - صفحه 479

رواية عمّار «لاسيّما والراوي عمّار المنفرد برواية الغرائب» ۱ وطعن عليه المحدّث الكاشاني في مواضع من كتاب الوافي نقلاً .
وذكر السيّد السند الجزائري في غاية المرام نقلاً :
أنّ الحقّ أنّ عمّارا كان من الفطحيّة أو من في معناهم من فاسدي العقيدة لا يعتمد على رواياته ، سيّما إذا اختصّ بنقلها وعارضها ما هو أوضح منها سنداً ؛ لتهافتها واختلالها متناً وسنداً ، حتّى يضرب به المثل بين أرباب الحديث فيقال : «كأنّه خبر عمّار» ؛ للحديث الذي تكثّرث وجوه اختلاله وتهافته ، وسمعت من أوثق المحدّثين / 105 / بها أنّه قال : سبعين خبر يرويه عمّار لا يقابل فلسا واحداً عندي . قال : وهذا محمول منه على شدّة المبالغة في عدم قبول أخباره إلاّ إذا تعاضدت مع غيرها أو توافقت مع الأصل . ۲
وقال المحقّق القمي في بعض مباحث أخبار الآحاد من القوانين :
إنّ عمّار الساباطي ـ مع كثرة رواياته وشهرتها ـ لا يخفى على المطّلع برواياته ما فيها من الاضطراب والتهافت الكاشفين عن سوء فهمه وقلّة حفظه ـ قال : ـ وممّا يشهد له ما رواه عن الصادق عليه السلام في وجوب النوافل اليوميّة وما عرض عليه عليه السلام قال : أين يذهب ، انتهى ۳ .
أقول : وفي الشهادة تأمّل ؛ فإنّ المقصود منه ما رواه في الكافي في كتاب الصلاة في باب ما يتّصل من صلاة الساهين بالإسناد عن محمّد بن مسلم قال : «قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنّ عمّار الساباطي يروي عنك رواية .
فقال : ما هي ؟ قلت : إنّ السنّة فريضة .
قال : أين يذهب ليس هكذا حدّثته ، إنّما قلت له : من صلّى فأقبل على صلاته ولم يحدث فيها أو لم يسهُ فيها أقبل اللّه عليه ما أقبل عليها ، فربّما رفع نصفها أو ثلثها أو خمسها ، وإنّما اُمرنا بالسنّة ليكمل بها ما ذهب من المكتوبة» .۴
فإنّه يمكن أن يكون ما سمع الحديث من الإمام عليه السلام بالعبارة المذكورة ، وما ذكره عليه السلام في قوله : «أين يذهب ليس هكذا حدّثته» أن يكون المراد : ليس مرادي في قولي : «إنّ السنّة

1.الحدائق الناضرة ، ج۲ ، ص۳۸۴ .

2.نقله عنه في سماء المقال ، ج۲ ، ص۹۴ .

3.لم أعثر عليه في قوانين الاُصول .

4.الكافي ، ج۳ ، ص۳۶۲ ، ح۱ .

صفحه از 490