إجازات السيّد عبداللّه‏ شبَّر - صفحه 527

ولا ريب، بطلب إجازة للروايات والعلوم، حسبما هو معروف مرسوم، قد جرت عليه عادة العلماء الأبرار، واستمرّت عليه طريقة الفضلاء الأخيار، من كلّ خلف منهم عن سلف في مضامير المجد والشرف، من أنحاء التحمّل في تلقّي العلوم والأخبار، وتحمّل أعباء الآثار والأسرار ؛ تيمّناً باقتفاء آثارهم، واقتداءً بطريقهم ومناهم؛ نسجاً على ذلك المنوال، وصوناً لتلك المعالم بالإسناد عن الإرسال، وضبطاً لها بصحيح الاعتناء عن الإهمال .
ولمّا كان ـ أدام اللّه بقاءه، ووفّقه لرضاه، وأيّده بهداه، وأعانه على تقواه، وعلا في معارج الكمال ارتقاه، وأصلح دينه ودنياه وآخرته واُولاه، بحرمة محمّد وآله الهداة ـ أهلاً لأن يجاز، وأن يحقّق مطلبه بالإنجاز؛ لكونه من الراسخين في علوم الأئمة الأعلام، حريصاً على التعلّق بأذيال آثارهم ـ عليهم أفضل الصلاة، وأتمّ السلام ـ بادرتُ إلى امتثال أمره بالسمع والطاعة، مع اعترافي بعدم القابلية في هذه الصناعة، وصرف جوهرة العمر في الإضاعة، وكون شأني في أمثال هذا الأمر كحال ناقل التمر إلى هَجَرَ، وحيث إنّ المأمور معذور، والميسور لا يترك بالمعسور، استخرت اللّه سبحانه وأجزت له ـ أدام اللّه فضله ـ أن يروي عنّي جميع مقروءاتي ومسموعاتي ومجازاتي وما صحّ لي روايته بجميع أنحاء التحمّل عن مشايخي الأفاضل، وأساتيدي الأماثل، فاضل بعد فاضل، من جميع ما صنّف في العلوم، وسطّر في الدفاتر والرسوم، من فنون العلوم الشرعية، والرسوم المرعيّة، من العقلية والنقلية، والاُصولية والفروعية، والتفسيرية والآدابية، والرجالية والمنطقية، واللغوية، والأدبية، على ما ذكرت مفصّلة مشروحة في الإجازات المطوّلة المدوّنة، واشتمل عليه المجلّد الآخر من بحار الأنوار ولؤلؤة البحرين وغيرهما من الإجازات الساطعة الأنوار؛ سيّما الاُصول الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار في سائر الأقطار وجميع الأمصار، وهي الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار للمحمّدين الثلاث الأبرار، والجوامع الثلاثة للمحمّدين الثلاث الأخيار، وهي الوافي والوسائل والبحار، وسائر الخطب والمواعظ والأدعية العلية المنار، الساطعة الأنوار، وجميع اُصول قدمائنا الأبرار، ومؤلّفات علمائنا الأخيار، حسبما ذكرتها مفصّلة في الكلّيات الرجالية والفوائد الكاظمية في مقدّمات جامع الأحكام في الحلال والحرام،

صفحه از 557