اجل - صفحه 30

الفصل الرابع : حكمة ستر الآجال

۲۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو عَلِمَ المَخلوقُ مِقدارَ يَومِهِ لَضاقَت عَلَيهِ بِرُحبِها ولَم يَنفَعهُ فيها قَومٌ ولا خَفضٌ ۱ ، ولكِنَّهُ عُمِّيَ عَلَيهِ الأَجَلُ ، ومُدَّ لَهُ فِي الأَمَلِ . ۲

۲۸.الإمام عليّ عليه السلامـ فِي التَّذكيرِ بِنِعَمِ اللّهِ عز و جل ـ :جَعَلَ لَكُم أسماعا لِتَعِيَ ما عَناها ۳ ، وأبصارا لِتَجلُوَ عَن عَشاها ، وأشلاءً جامِعَةً لِأَعضائِها مُلائِمَةً لِأَحنائِها ۴
في تَركيبِ صُوَرِها ومُدَدِ عُمُرِها ، بِأَبدانٍ قائِمَةٍ بِأَرفاقِها ۵ ، وقُلوبٍ رائِدَةٍ لِأَرزاقِها في مُجَلِّلاتِ نِعَمِهِ ، وموجِباتِ مِنَنِهِ ، وحَواجِزِ عافِيَتِهِ ، وقَدَّرَ لَكُم أعمارا سَتَرَها عَنكُم . ۶

۲۹.الإمام الصادق عليه السلامـ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ :تَأمَّلِ الآنَ يا مُفَضَّلُ ، ما سُتِرَ عَنِ الإِنسانِ عِلمُهُ مِن مُدَّةِ حَياتِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَو عَرَفَ مِقدارَ عُمُرِهِ وكانَ قَصيرَ العُمُرِ لَم يَتَهَنَّأ بِالعَيشِ مَعَ تَرَقُّبِ المَوتِ وتَوَقُّعِهِ لِوَقتٍ قَد عَرَفَهُ ، بَل كانَ يَكونُ بِمَنزِلَةِ مَن قَد فَنى مالُهُ أو قارَبَ الفَناءَ ، فَقَدِ استَشعَرَ الفَقرَ وَالوَجَلَ مِن فَناءِ مالِهِ وخَوفِ الفَقرِ ، عَلى أنَّ الَّذي يَدخُلُ عَلَى الإِنسانِ مِن فَناءِ العُمُرِ أعظَمُ مِمّا يَدخُلُ عَلَيهِ مِن فَناءِ المالِ ؛ لِأَنَّ مَن يَقِلُّ مالُهُ يَأمُلُ أن يُستَخلَفَ مِنهُ فَيَسكُنُ إلى ذلِكَ ، ومَن أيقَنَ بِفَناءِ العُمُرِ استُحِكَمَ عَلَيهِ اليَأسُ . وإن كانَ طَويلَ العُمُرِ ، ثُمَّ عَرَفَ ذلِكَ وَثِقَ بِالبَقاءِ ، وَانهَمَكَ فِي اللَّذّاتِ وَالمَعاصي ، وعَمِلَ عَلى أنَّهُ يَبلُغُ مِن ذلِكَ شَهوَتَهُ ، ثُمَّ يَتوبُ في آخِرِ عُمُرِهِ ... .
فَإِن قُلتَ : وها هُوَ الآنَ قَد سُتِرَ عَنهُ مِقدارُ حَياتِهِ ، وصارَ يَتَرَقَّبُ المَوتَ في كُلِّ ساعَةٍ يُقارِفُ الفَواحِشَ ويَنتَهِكُ المَحارِمَ !
قُلنا : إنَّ وَجهَ التَّدبيرِ في هذَا البابِ هُوَ الَّذي جَرى عَلَيهِ الأَمرُ فيهِ ، فَإِن كانَ الإِنسانُ مَعَ ذلِكَ لا يَرعَوي ۷ ولا يَنصَرِفُ عَنِ المَساوِئ فَإِنَّما ذلِكَ مِن مَرَحِهِ ومِن قَساوَةِ قَلبِهِ ، لا مِن خَطَأٍ فِي التَّدبيرِ . ۸

1.الخَفْض : لِينُ العيش وسعتُه (لسان العرب : ج ۷ ص ۱۴۵ «خفض»).

2.تاريخ المدينة : ج ۲ ص ۵۵۸ عن الشعبي .

3.يقال : عُنِيت بحاجتك : أي اهتممتُ بها واشتغلت (النهاية : ج ۳ ص ۳۱۴ «عنا»).

4.أحنائها : أي معاطفها (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۵ «حنا»).

5.الرِّفق ـ بالكسر ـ : ما استعين به (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۳۶ «رفق») . والأرفاق ـ على هذا ـ عبارة عن الأعضاء وسائر ما يستعين به الإنسان (بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۳۵۰) .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۳۴۹ ح ۳۵ .

7.الارعِواء : الندم على الشيء والانصراف عنه والترك له (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۲۸ «رعي»).

8.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۸۳ نقلاً عن توحيد المفضّل .

صفحه از 34