ادب فرزند - صفحه 6

6 / 2

المُبادَرَةُ بِالتَّأديبِ في أوانِهِ

۲۰۳.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن وَصِيَّتِهِ لِوَلَدِهِ الحَسَنِ عليه السلام ـ :بادَرتُ بِوَصِيَّتي إلَيكَ ، وأورَدتُ خِصالاً مِنها قَبلَ أن يَعجَلَ بي أجَلي دونَ أن اُفضِيَ إلَيكَ بِما في نَفسي ، أو أن اُنقَصَ في رَأيي كَما نُقِصتُ في جِسمي ، أو يَسبِقَني إلَيكَ بَعضُ غَلَباتِ الهَوى وفِتَنِ الدُّنيا ، فَتَكونَ كَالصَّعبِ ۱ النَّفورِ ۲ . وإنَّما قَلبُ الحَدَثِ ۳ كَالأَرضِ الخالِيَةِ ، ما اُلقِيَ فيها مِن شَيءٍ قَبِلَتهُ .
فَبادَرتُكَ بِالأَدَبِ قَبلَ أن يَقسُوَ قَلبُكَ ، ويَشتَغِلَ لُبُّكَ . . . ورَأَيتُ حَيثُ عَناني مِن أمرِكَ ما يَعنِي الوالِدَ الشَّفيقَ ، وأجمَعتُ عَلَيهِ مِن أدَبِكَ ، أن يَكونَ ذلِكَ وأنتَ مُقبِلُ العُمُرِ ومُقتَبَلُ الدَّهرِ ، ذو نِيَّةٍ سَليمَةٍ ونَفسٍ صافِيَةٍ ، وأن أبتَدِئَكَ بِتَعليمِ كِتابِ اللّهِ عز و جل وتَأويلِهِ ، وشَرائِعِ الإِسلامِ وأحكامِهِ ، وحَلالِهِ وحَرامِهِ . ۴

۲۰۴.عنه عليه السلام :يُرَبَّى الصَّبِيُّ سَبعاً ، ويُؤَدَّبُ سَبعاً ، ويُستَخدَمُ سَبعاً ، ومُنتَهى طولِهِ في ثَلاثٍ وعِشرينَ سَنَةً ، وعَقلُهُ في خَمسٍ وثَلاثينَ سَنَةً ، وما كانَ بَعدَ ذلِكَ فَبِالتَّجارِبِ . ۵

1.. الصَّعب : نقيض الذلول ، وأصعَبتُ الجمل: إذا تركتَه فلم تركبه ولم يمسَسْه حَبْل حتّى صارَ صعبا (الصحاح : ج ۱ ص ۱۶۳ «صعب»).

2.. نَفَرَ نُفورا : إذا فَرَّ وذهبَ (النهاية : ج ۵ ص ۹۲ «نفر») .

3.. يقال للفتى: حديثُ السنّ ، فإن حذفت السنّ قلت: حَدَثٌ ـ بفتحتين ـ وجمعه أحداث (المصباح المنير: ص ۱۲۴ «حدث»).

4.. نهج البلاغة: الكتاب ۳۱ ، كشف المحجّة: ص ۲۲۲ عن عمر بن أبي المقدام عن الإمام الباقر عنه عليهماالسلام ، تحف العقول: ص ۷۰ نحوه ، خصائص الأئمّة : ص ۱۱۶ وليس فيه ذيله من «ورأيت» ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۲۳ ح ۱۲ ؛ كنز العمّال: ج ۱۶ ص ۱۶۹ ح ۴۴۲۱۵ نقلاً عن وكيع والعسكري في المواعظ نحوه .

5.. كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۳ ص ۴۹۳ ح ۴۷۴۶ ، مكارم الأخلاق: ج ۱ ص ۴۷۸ ح ۱۶۵۳ وفيه «يرخى» بدل «يُربّى» ، بحار الأنوار : ج ۱۰۴ ص ۹۶ ح ۴۶ وراجع : تهذيب الأحكام: ج ۸ ص ۱۱۰ ح ۳۷۸ .

صفحه از 34