به سوي مسند عيسي بن مريم(ع) - صفحه 69

ياروح اللّه وكلمته، أدع اللّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها. فدعى عيسى(ع) ربّه فنودى من الجوّ أن نادهم. فقام عيسى(ع) بالليل على شُرف من الأرض، فقال: يا أهل هذه القرية! فأجابه منهم مجيب: لبيك ياروح اللّه وكلمته! فقال: ويحكم ما كانت اعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحبّ الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة فى لهو ولعب. فقال: كيف كان حبّكم للدنيا؟ قال: كحبّ الصبى لأمّه. اذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا واذا أدبرت عنّا بكينا وحزنّا. قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطّاعة لأهل المعاصى. قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة فى عافية وأصبحنا فى الهاوية. فقال: وما الهاوية؟ فقال: سجين. قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر ترقد علينا الى يوم القيمة. قال: فما قلتم وما قيل لكم؟ قال: قلنا ردَّنا الى الدنيا فنزهد فيها. قيل لنا: كذبتم. قال: ويحك كيف لم يكلّمنى غيرك من بينهم؟ قال: ياروح اللّه، إنّهم ملجمون بلجام من نار بأيدى ملائكة غلاظ شداد وإنّى كنت فيهم ولم أكن منهم، فلمّا نزل العذاب عمّنى معهم فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنم لاأدرى اُكبكب فيها أم أنجو منها. فالتفت عيسى(ع) الى الحواريين فقال: يا اولياءاللّه، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدين والآخرة.

(الكافى 2/318/11)

۰.علىّ بن إبراهيم عن أبيه عن علىّ بن أسباط عن عبدالرّحمن بن حمّاد رفعه قال:قال اللّه (تبارك وتعالى) لعيسى بن مريم(ع): ياعيسى، ليكن لسانك فى السّرّ والعلانية لساناً واحداً وكذلك قلبك؛ إنّى أحذّرك نفسك وكفى بى خبيراً؛ لايصلح لسانان فى فمٍ واحدٍ ولاسيفان فى غمدٍ واحدٍ ولاقلبان فى صدرٍ واحدٍ وكذلك الأذهان.

(الكافى 2/343/3)

۰.علىّ بن أسباط عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما(ع) قال:… إن رجلاً منهم [بنى إسرائيل] إجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له. فأتى عيسى بن مريم(ع) يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء. قال: فتطهر عيسى وصلّى ثم دعا اللّه (عزّوجلّ) فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إليه: «ياعيسى، إنّ عبدى أتانى من غير الباب الذى أوتى منه. إنّه

صفحه از 80