زندگي نامه خود نوشت شيخ علي شريعتمدار - صفحه 377

فضله ، نجل الإمام العلاّمة المعتبر «الحاج محمّد جعفر» قدّس سرّه الأزهر .
لمّا اشتغل ، عندنا ، وحضر في درسنا مدّة من الزمان ، ووجدناه من العلماء الأعلام والفضلاء الأحلام ، فحصل له بحمد اللّه من الترقيّ في العلوم ما فاق به على الأقران ، فأردنا أن نجيزه تيمّنا وتبرّكا بالسلسلة الشريفة ، فأجزت له . دام فضله . أن يروي عنّي كلّ ما جاز لي روايته عن مشايخي العظام .
وأسأله أن لا ينساني من الدعوات في أوقات الخلوات ومظانّ الإجابات كما أنّي لا أنساه كذلك ، أنا الراجي عفو ربّه خادم الشريعة مرتضى الأنصاري ۱ .

1.قد أورد المترجم في غاية الآمال ، ص ۳۸۱ و ۳۸۲ صورة إجازته من أستاده الشيخ محمّد قاسم بن محمّد بن عليّ النجفي (المتوفى ۱۲۹۰) وقال : صورة أوّل إجازة أجازني بها بعض مشايخ النجف الأشرف المجازين من الشيخ حسن بن الشيخ جعفر النجفي صاحب «أنوار الفقاهة» بمحض ملاطفته العلية و محبته الإيمانية ، وكتب في ذيلها بعض الأعلام هكذا : «ولعمري قلّ ما قيل فيه دام ظلّه! كيف لا وهو كوكب دريّ يوقد من شجرة مباركة » فزيّنه بخاتمه الشريف . بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين ، رافع درجات العلماء العاملين إلى أعلى عليّين ، وخافض دركات الجاهلين إلى أسفل السافلين ، وجاعل أقدام العلماء العارفين العاملين واطئة أجنحة الملائكة المقرّبين ، ومفضّل مدادهم على دماء الشهداء الصالحين ، وجاعلهم ورثة الأنبياء المرسلين والخلفاء الأئمّة المعصومين ، وحججهم على الخلق أجمعين ، إذ بهم قوام شريعة سيد المرسلين وخاتم النبيّين ، وهم المتكفّلون بأيتام الأئمّة الطاهرين ، والذابّون على أحكامهم زيغ المبطلين وشبه الملحدين ، والمبالغون في إبانة الحق وإزهاق الباطل ، وأركانه الذين لولاهم لانطمثت آثار سيّد المرسلين وأخبار خاتم النبيّين ، واندرست الأحكام الواردة عن الأئمّة المعصومين ، فجزاهم اللّه عن الإسلام والمسلمين أفضل جزاء المحسنين ، وأثابهم عن الشريعة و المتشرعين أفضل ثواب المجاهدين الذابّين عن دين ربّ العالمين . والصلاة والسلام على سيّد الأولين والآخرين ، وأشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيبين الطاهرين المطهرين من الرجس بنصّ الكتاب المبين ، المعصومين بعصمة الملك الديّان ، المخصوصين بالنكت والنقر والإلهام من اللّه الملك العلاّم . أمّا بعد ، فإنّ جناب المولى الأجل الأمجد ، والفاضل الكامل الأرشد ، والمجتهد العارف الفايق الأسعد ، العالم العلاّمة والمجتهد الفاضل الفهّامة ، زبدة المحققين ونخبة المدقّقين ، وعمدة الأجلاّء الأساطين ، وسنام الفضلاء الكاملين ، العالم الروحاني والفاضل السبحاني والكامل الصمداني ، الورع التقي والمهذب الصفي ، الزكيّ النقيّ اللوزعيّ الألمعيّ جناب «الآقا الشيخ عليّ» دام فضله السني ، نجل الإمام العلاّمة أستاد الكل في الكل ، الهادي «الحاج محمّد جعفر الأسترآبادي» قدس اللّه نفسه ، وطهّر رمسه . فإنّا لمّا تشرّفنا بخدمة جناب الشيخ عليّ . سلّمه اللّه تعالى . بالبحث معه مدّة من الزمان ، والمذاكرة برهة وافرة من الأوان مع جملة من العلماء الأعلام والفضلاء الأحلام ، وجدناه بحرا زاخرا وحبرا ماهرا ، وفقيها مجتهدا كاملاً وكنزا كامنا ، ومن العلماء الأعلام والفضلاء الأحلام والمحقّقين الكرام والمجتهدين العظام والمحقّقين الفخام ، ومن ذوي الفضل والسداد ، والبالغين درجة الاجتهاد على الإطلاق . ولقد أجّلنا الفكر ، وأمعنا النظر في جملة من مصنفاته في الأصول والفقه والرجال وعلم الكلام ، فوجدناها أحسن ما كتب في هذا الشأن ، وأمتن ما صنّفه العلماء الأعلام والفضلاء الأحلام ، مع ما في تصانيفه الفقهية من الاشتمال على الأصول الشرعية والقوانين والضوابط المرعية ، والدقايق الحقية والنكات الخفية الّتي لا تصدر إلاّ ممّن رزقه اللّه الموهبة السنيّة والملكة الاجتهادية القدسيّة والقوّة الملكوتية ، فيما يحتاج إليه في استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلّتها التفصيلية ، وذلك فضل يؤتيه من يشاء من عباده على وفق حكمته ومراده . فهنيئا له بما أعطاه اللّه من تلك المنحة السنية والموهبة الربانية والقوّة الإجتهادية ، فهو الحقيق لأن تثنى له الوسادة وتلقى إليه الخلائق أزمّة القلادة ؛ فقد جاء بالعجب العجاب ، وحقّ له التمثيل بالمثل السائر «كم ترك الأوّل للآخر» وبقول الشاعر : «وإنّي وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوايل» ولا غرو في ذلك فهو من غصن شجرة العلم وينبوع الفضل والفهم ، و رئيس الملة وابن رئيسها في الدين، أسأل اللّه تعالى تأييده وتسديده . ولمّا كان بتلك المثابة أحببنا إجازته تيمّنا وتبرّكا بهذه السلسلة الشريفة ، فأجزت له . سلّمه اللّه تعالى . أن يروي عنّي كلّ ما صحّ لي عن مشايخي العظام وأساتيدي الأساطين الفخام والفحول الكرام روايته ، وكلَّ ما جاز لي إجازته من كتب أصحابنا الأبرار وأعيان فقهائنا الأساطين الأخيار ، لا سيّما الكتب الأربع التي عليها المدار في هذه الأعصار المشتهرة اشتهار الشمس في رابعة النهار للمحمدين الثلاثة الأبرار من «الكافي» و «من لا يحضره الفقيه» و «التهذيب» و «الاستبصار» والجوامع الثلاث لنوادر الأخبار للمحدثين الثلاثة من «الوافي» و «الوسائل» و «البحار» . وأن يروي عنّي جميع مسموعاتي ومقروّاتي ومصنّفاتي سيّما كتابنا الكبير المسمّى «بكنز الأحكام في شرح شرايع الإسلام» الّذي قد برز منه بحمد اللّه تعالى سبع مجلّدات ، وأرجو من اللّه ببركة الأئمّة الهداة التوفيق للإتمام بسعادة الإختتام ، واضعا للأشياء مواضعها . وأوصيه بسلوك طريق الاحتياط ليفوز بالنجاة من الصراط ، وبملازمة الورع والتقوى ومخالفة النفس وما تهوى ، وأن لا يقول على اللّه . جلّ شأنه . إلاّ بعد الاستفراغ التامّ في جميع الأدلّة والأحكام ، أسأل اللّه تعالى تأييده وتسديده وهدايته وإرشاده . وأرجو من ذلك الجناب الّذي هو عمدة أولي الألباب وكهف أولي الفضل من الأصحاب أن لا ينساني من الدعوات الخاصّة في الخلوات وأعقاب الصلوات ومظانّ الإجابات ، كما أنّي . إنشاءاللّه تعالى . لا أنساه كذلك .

صفحه از 384