غيري إلاّ كذّابٌ ، آمنتُ حين كَفَر الناس ، وصَلّيتُ قبل الناس ستّ سنين ۱ » .
فادّعى لنفسه الانفراد بأنّه الصدّيقُ الأكبر ، وأنّه الفاروقُ الأعظم ، وأنّه صلّى قَبلَهم ستَّ سنين .
وفي هذا الحديث ، أنّ أبا بكر وإنْ وُصِف بأنّه «الصدِّيق» ، فعليٌّ أكبر منه ، وعُمَر وإنْ وصِف بأنّه «فاروقٌ» ، فعليٌّ أعظمُ منه ، وهو من باب المشترك .
وله مزيّةٌ عليهم حتّى تكون أربعُ صفاتٍ مشتركة : الإسلام ، والسابقة ، والصدِّيق ، والفاروق ، بين أنّه صَلّى قبلهم ستَّ سنين .
وفي خطبة الافتخار قال عليٌّ عليه السلام على المنبر :
«أنا المُستَثنى في قوله : «إنّ الإنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وإذا مَسَّهُ الخَيرُ منوعاً إلاّ المُصَلّين »۲.
قال : نزلت هذه الآية وليس على وجه الأرض من الرجال مُصَلٍّ غير رسول اللّه وغيري» صلوات اللّه عليهما .
وأثْبَتَ صلى الله عليه و آله له السابقة في أشياء في وقعة خيبر ، وهو قوله :
«أنتَ أوّلُ مَنْ آمن بي ، وأوّلُ مَنْ صَلّى معي ، وَأوّلُ مَن جاهد معي ، وأوّل مَن تَنشَقُّ عنه الأرض غداً معي ، وأوّل مَنْ يدخلُ الجنّة معي» .
هذه ، فذَكَرَ ستَّ خصالٍ هو فيها أوّل ، الإيمان يتكرّر ، والصلاة تتكرّر ، وأربعة منها مشترك ، فهذه تسعُ خصالٍ هو فيها أوّل ، وعاشرها أنّه استخلفه الرسول صلى الله عليه و آلهليلة الغار في ردّ ودائع الناس .
1.لا ترديد عند أهل العلم و التحقيق أنّ عليّا عليه السلام هو أوّلُ من آمن و أسلم من الرجال ، وقد تواترت بذلك الروايات ، وقد أحصى العلاّمة الأميني رحمه الله مئة حديث من صحاح أهل السنة و مسانيدهم على أنّ عليّا هو أوّل الناس إيمانا . راجع الغدير ، ج۳ ، ص۲۲۱ ـ ۲۴۷.
2.سورة المعارج ، الآية ۱۹.