المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 135

وقال مَرّةً : «اُبيّ أقرؤكم ، وعليٌّ أقضاكم» .
وقال فيه : «أنا مدينةُ العِلم وعَليٌّ بابها ، فَمَن أراد العِلْمَ فليأتِ البابَ» .
وقال : «أنا مدينة الحكمة وعليٌّ بابها» .
وقال : «عليٌّ بابُ عَيْبَةِ علمي» .
وقال له في قوله : «إنّما أنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلّ قَومٍ هاد »۱ :
«أنا المُنذرُ وأنتَ الهادي يا عليّ» .
وقال : «إنْ وَليتُم عليّاً تجدوه هادياً مهدّياً ، يسيرُ بكم على المَحجَّة البيضاء» .
وقال : «عليٌّ أعلمكم عِلْماً ، وأقدمكم سِلْماً» .
ولمّا أخرجه إلى اليمن ضَرَبَ على صدره وقال :
«اللهمَّ سَدِّده واهده إلى الحكمة» .
فقال عليٌّ عليه السلام : ما شَكَكْتُ في حكمٍ بعد ذلك الكلام .
وقال فيه : «إذا اخْتلفتم في شيء بعدي فكُونُوا مع عليّ» .
وقال مرّة : «عليٌّ مع الحقّ ، والحقُّ مع عليّ» .
وهذه عشرةُ ألفاظٍ كلّ واحدٍ منها يَدلُّ على كونه أعلم ، وليس في المشايخ واحدٌ منها ، وقد علمنا أنّ العلوم انقسمت في الصَّحابة :
فمنهم العلماء بالقراءات يُعدُّ منهم عليٌّ ، وقراءته أحسن وأقرأ وأتمّ .
ومنهم الفَرَضيّون ، وهو أشهرهم في الفرائض .
ومنهم الفقهاء وهم ستّة ، وعليٌّ منهم وهو أفقههم ؛ فإنّه ما ظَهَر لأحدٍ من فُقهاء الصَّحابة من الفقه ما ظهر منه ، خصوصاً في سيره أهل البغي .
ومنهم أصحاب الروايات ، نيّفٌ وعشرون رجلاً ، وهو أكثرهم رواياتٍ

1.سورة الرعد ، الآية ۷

صفحه از 236