وقال : «لا مُعضلة في الدين لا يكون بجنبي ابن أبي طالب» عليه السلام .
هذا، والعترةُ مُجمِعةٌ على أنّه كان أعلم مَنْ في الصَّحابة بأنواع علوم الشَّرع، [ وما رُوي] في المشايخ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ممّا يجري مجرى المدح لهم في باب العلم والعقل ، يدلّ على كونه أعلم ؛ لأنّه كان يُعدُّ في [كُتّابه] ، فكان يكتبُ وَحيه ومسائله ، ويسمعُ فتاويه ويسأله ، ومن المشهور إنفاقه الدينار قبل مناجاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، و[أنّه ]فَتَح له ألف بابٍ ، تحتَ كلّ بابٍ ألف بابٍ .
وهذا قد استبعده بعض الجهّال ، ولم يعلم صورة الأمر ، وهذا نحو أن يقول : «الربا في كلّ [مَكيلٍ و] في أيّ موضع كان ، وفي كلّ موزونٍ» فيُعرف الحكم في المكيلات الّتي لا أصل لها بالمدينة ، وكذلك في الموزونات ، وتطّرد علّة الربا ، فيصيرُ [أصلاً] له في باب الربا .
وكذلك إذا قال : «كُل مِنَ البيض ما دَقَّ أعلاه وغَلُظ أسفلُه» فيدخل فيه بيض كلُّ طيرٍ ، ويخرجُ منه بيض [بعضٍ] كالحيّة وغيرها .
وكذلك إذا قال له : «يحرم كُلّ ذي نابٍ من السِّباع ، وكلُّ ذي مخلبٍ من الطير ، ويحلّ الباقي» فهذا وما [شابهه ]عقود الشريعة .
وهذا من الباب الّذي تجمَّع فيه ما تفرّق في علماء الصَّحابة ، فتفرّد في الاجتماع وإن شاركه غيره ، وبهذا الفضل يتبيّن رجحانه على جميع علماء الصَّحابة ، ونعلم أنّه مِن مُعظم خصال الإمامة . فكان أفضل ، والتقدّم خطأ ، فتقدّمهم إذْن خَطأ .
ومن خصال الفضل في الصحابة «شرفُ النَّسب» ، وقد عَلِمنا أنّ للكلّ شرفَ آدمَ ، وكمال ۱ نوحٍ وإبراهيمَ وإسماعيلَ ، وكنانة من وُلد إسماعيل ، وقريش من
1.هكذا تقرأ الكلمة في الأصل .