المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 148

يجعلهما أخوين ، فلِمَ فرّق بينهما بأبٍ؟ وهَلاّ جمع فيكون النسل واحداً ، والاُخوّة بالنسب؟ ذكرنا فيها وجها حسنا ، وهو أنّه لو جمع بينهما فيالولادة ، لكان لا يصلح أن يتزوّج بابنته صلى الله عليه و آله ، [و] لا يكون صالحاً لفاطمة في التزويج ، فإن كانت الإمامة في وُلد النبيّ لم يكن لعليّ فيه نصيبٌ ، وإن كان في وُلد أمير المؤمنين ، لم يكن للنبيّ فيه نصيبٌ ، ففرّق بينهما بأبٍ واحدٍ ، حتّى صارا أبوين للأئمّة إلى يوم القيامة ، وصار الأصلُ واحد . . . . . ، وما اُكرمَ به النبيّ اُكرمَ هو به ، وما جُعل فيه إبراهيم أصلاً ، من أنّ النبوّة والإمامة في عقبه ، كذلك صار الإمامةُ فيهما إلى يوم القيامة ؛ فإنّ الأنوار كلّها من نوره ، فلذلك له بهذا شرفٌ لا يُشاركه فيه أحدٌ ، وكما أنّ أصله اُمسك ببطنان العرش ، كذلك أصل أمير المؤمنين ، وكما نقل إلى الجباه حتّى يتلألأ عند كلّ أبٍ ، فكذلك أمير المؤمنين عليه السلام .
[ومن] هذا الباب قوله لأمير المؤمنين ـ صلوات اللّه عليهما ـ في حديث خيبر :
«حسبك أنّك منّي وأنا منك» ، وهما فضيلتان من الرسول صلى الله عليه و آله ، بأنْ يكونَ مِنَ الرسول صلى الله عليه و آله ، وأن يكونَ الرسول منه ، «لحمُك مِنْ لحمي ، وجِلْدُك من جِلْدي ، وعَظْمُك من عظمي ، ودَمُكَ من دمي ، والإيمانُ مخالطٌ للحمك وجلدك وعظمك ودمك ، كما خالَطَ جِلْدي ولَحْمي وعَظْمي ودمي» .
إنّ على كلّ واحدٍ من هذا تكليفٌ من شرط إيمانه ، وهو معنيٌّ بذلك .
فهذه سبعُ صفاتٍ ، كلّها فضائلٌ تفرّد بها أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، وليس للمشايخ فيها نصيبٌ .
وقد قال هذه الكلمة عليه السلامفي مواضع :
منها : يوم اُحدٍ ، حين قال جبرئيل عليه السلام : «مَنْ هذا يا رسول اللّه ؟
قال : عليٌّ .
فقال : هذه هي المواساة .

صفحه از 236