المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 152

المدينة ، سُدَّت الأبواب إلاّ بابه ، فلمّا انتقل إلى الكوفة قُتِل في المسجد ، وغُسّل في دارٍ هي اليوم مسجد ، والموضع الّذي اُخذ البيعة على الناس لأجله مسجدٌ ، وموضع بيعة الرضوان لايَغبى ۱ ، وهو مشاركٌ لهم في ذلك ، والموضع غير مشهدٍ فإنّه كا . . . ۲ ؛ لأنّ ذلك كان بروحاء ، و[ما] ندرى أو وكامكة ۳ ، أو روحاء في طريق المدينة ، ثمّ لا يُعرفُ موضع الشَّجرة وهي بروحاء مكة بحذاء الحمّام تحت الشَّجرة ، وطلبتُ بجهدي وطاقتي فلم يُعرف .
وله في حديث المسجد ،
قيل له : أيّما أحبُّ إليك المسجد أو الجنّة؟
قال : المسجد .
قيل له : لِمَ؟
قال : لأنّ المسجد موضع مراده منّي ، والجنّةُ موضُع مرادي منه ، وأنا اُؤثِرُ مرادَه على مرادي ، فاُؤثرُ موضعَ مرادهِ على موضع مرادي .
وقوله : «في بُيوتٍ أذِنَ اللّهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَر فيها اسمه يُسبّحُ له فيها بالغدوّ والآصال رجالٌ لا تُلْهِيهم تجارة »۴.
وهذه في أصحاب الصُّفّة الملازمة للمسجد ، أو في أصحاب مسجد قُبا ، وعليٌّ أوّلهم وأشرفهم في هذا الباب .
وله في محبّةِ المسجدِ أنّه كان يُصلّي ألف ركعةٍ في اليوم وليلته ، فأكثرُ مشاهِدِهِ اليومَ مسجدٌ ، فأين يوجد هذا ، أو خصلةٌ لغيره من الصَّحابة ، فأشرفُ

1.كلمة غير مقروءة .

2.سورة النور ، الآية ۳۶ .

صفحه از 236