[ الباب الخامس ]
فيما تفرّد به من القرابة الّتي له فيها شرفٌ
اعلم أنّه صلى الله عليه و آله قال : «إنّ اللّه اصطفى كنانة من وُلد إسماعيل ، واصطفى قريشاً مِنْ كنانة ، واصْطَفى هاشمَ من قريشٍ» ، ولم يكن للمشايخ في هذا الّذيهو صفوة الصفوة نصيبٌ .
ثمّ هو هاشميٌّ بين هاشميّين ، اُمّه هاشمية بنت أسد بن هاشمٍ ، وأبوه أبو طالب بنُ عبد المطّلب بن هاشمٍ ، وله من حيثُ اختلفَ اُمّهما برسول اللّه صلى الله عليه و آلهإلى مَعْد بن عدنانٍ ثلاثةٌ وعشرون قرابةً ، تتّصل برسول اللّه صلى الله عليه و آله من جهة الاُمّهات ، فلا أحدٌ يشاركه في هذا ، وهاشمٌ سيّدُ العرب على ما قيل :
عَمْرُو العُلَى هَشَم الثَّريدَ لقومِهوَرجالُ مَكَّة مُسْنَتُونَ عِجافُ
فجدُّه سيّدٌ وهو عبدُ المطّلب جَدُّ رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، وأبوه سيّدٌ وهو أبو طالب ، ثمّ سيّدُ الأوّلين والآخرين ابنُ عمّه نَسَباً من رحمه ، ومن تلك الجهات في الاُمّهات ، ثُمَّ سيّد الشُّهداءِ حمزة عَمُّه ، ثُمّ جعفر الطيّار المهاجرُ هجرَتَيْن ، والمُصلّي قبلتين ، والطاعن برمحين ، والمقاتلُ بيدين ، حتّى اُبدلت بجناحين ، يطيرُ بهما مع الملائكة إنسيٌّ مَلَكيٌّ ، أخوه مِنْ قِبَل اُمّه وأبيه ، ثُمَّ سيّدة نساء العالمين فاطمةُ بنتُ عمّه ، ثمّ ولداه سيّدا شباب أهل الجنّة ، فهو سيّدُ الوصيّين ، وابناه سَيّدَي شباب أهل الجنّة ، فلا يكون في الجنّة إلاّ جُرْدٌ مُرْدٌ مُكحلين ، فلا تعارض هذا ما يروونَ في أبي بكرٍ وعُمَر أنّهما «سيّدا كهول أهل الجنّة» ؛ فإنّه لا يكون فيالجنّة كَهْلٌ ، وإنّما هذا ـ إنْ صحّ الحديث ـ خَبرٌ عن الحال أنّهما سيّدا الكهول ، ولا يُفَضَّلان على عليّ وابنيه ، فهما كانا صبيّين وأبوهما من الشَّباب لا من الكهول ، فلهما الفضلُ على عثمانَ ومَنْ في سِنِّهم من الكهول ، إن صحّ