المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 156

الخبر ، ثمّ ابناه ابنا رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحُكماً وشرعاً ، على ما قال صلى الله عليه و آله :
«كلّ بني بنتٍ فهو ابنُ أبيه ، إلاّ ابنيَّ هذين فأنا أبوهما ، أعقِلُ عنهما» .
ولهذا كان عليٌّ يقول في محمّد بن الحنفية : «ابني» ، ويقولُ فيهما : «ابنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله» .
فهذه عشرٌ من الشرف له في القرابة ، لا توجدُ للمشايخ أصلاً ، فهذه كرامة النسب ، وقدُ روي أنّ معاويةَ كَتَب إلى عليٍّ : «أنا ابنُ سَيّد قريش في الجاهلية ، ومَلِكٌ في الإسلام ، وخالُ المؤمنين ، وكاتبُ وحي رسول اللّه ، فَمَنْ مِثلي ، وكُنتُ كأنتَ ، وهذه حالي؟» .
فلمّا قرأ الكتاب قال لابن عبّاسٍ : «يُفاخرني ابنُ آكلة الأكباد ، اللّعين بنُ اللّعين أبو اللعين ، فاكتب ، فَكَتَبَ :

محمّدٌ النبيُّ أخي وصِهْريوحَمزةُ سيّدُ الشُّهداءِ عَمّي
وجعفرٌ الّذي يُضْحي ويُمسييطيرُ مع الملائكة ابنُ اُمّي
وبنتُ محمّدٍ سَكَني وَعِرْسِيمسوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمدَ ابناي منهافَمَنْ مِثلي له سَهمٌ كسهمِي
سَبَقتُكم إلى الإسلام طُرّاًغلاماً ما بَلَغتُ أوان حُلمِي»
فلمّا ورد الكتاب على معاوية قال : يا غلام ، اكتم هذا ؛ فإنّ أهل الشام إنْ عرفوا هذا قتلوني بالجنادل ۱ .
وهذا بابٌ كلُّ قرابةٍ من هذا مفرده فضيلة ، لا يُشارَكُ عليٌّ فيها ، تختصّ القرابة وشرف عشيرتهم :
فهو سيّد الوصيّين ، وأخو سيّد النبيّين ، وختنُ سيّدة نساء العالمين ، وزوج

1.الحِجارة ، أو ما يفلُّ الرجل من الحِجارة .

صفحه از 236