المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 172

الصَّحابة اجْتَمعتْ وقالوا : إنّ قلب رسول اللّه صلى الله عليه و آله مشغولٌ بفاطمة ، فلا اُمّ لها ولا مُشْفِق ، فلو أزلنا عن قلبه هذا الشُّغل! فقالوا لأبي بكرٍ اُخطُبها ، فجاء إلى الرَّسول صلى الله عليه و آله ، وقَصَّ عليه وَخَطَبها ؛
فقال : إنّ أمرها إلى اللّه .
فقيل لعُمر ، فكان هذا جواب الرسول صلى الله عليه و آله .
فقيل لعثمان : فقال قد تزوّجتُ باثنتين ، ومضتا كلتاهما تحتي ، وأنا أستحيي أنْ أخطبها!
فجاؤوا إلى أمير المؤمنين وهو في بستانٍ ، يستقي ليهوديٍّ الماء ، كلُّ دلوٍ بتمرةٍ، وفي البلد قَحطٌ، فَنَزع خمسةً وعشرين دلواً، فخاطبوه بذلك، وسألوه أن يَخْطُبها.
فقال لهم : «حُبّاً وكرامةً» ، ومشى معهم إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ودخل فوضع الـتُّميرات بين يديه ، ووقف كالمُرِيب ، مطرقٌ مستحيٍ ، لا ينظرُ إلى الرسول صلى الله عليه و آله .
فقال له : ما وراءك يا أبا الحسن؟
فأطرق رأسه وقال : غَلَبني الحياءُ ، جئتُ لأخطبَ فاطمة .
فأطرق الرسول صلى الله عليه و آله ولَمْ يُكلّمه ، فإذا جبرئيل عليه السلام قد نزل وقال للرسول صلى الله عليه و آله :
إنّ العليّ الأعلى يُقْرؤُكَ السَّلام ، ويُعرّفك أنّه أَمَر راحيلَ أنْ يَخْطُبَ وهو أفصحُ مَلَكٍ في السماء ، وجعلني قابلاً للنكاح عن عَليٍّ ، وكان اللّه تعالى وليّها ، وأحضر حَمَلةَ العرش للشَّهادة ، وأمر الرِّضوان أن يَنثُر من شجرة طُوبى زُمرّداً ولؤلؤاً وزبرجداً ، ونثره الحُورَ العين ، وأمرك أنْ تُزوّجها منه .
فرفع النبيّ رأسه إلى عليّ وقال : ما الّذي معك؟
قال : درعي .
قال : كم تساوي؟

صفحه از 236