المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 179

فنزلا ، ووقف أحدهما عند رأسه ، والآخرُ عِند رِجلَيه ، وهما يقولان :
«بخٍ بخٍ يا عليّ ، مَنْ مِثلُكَ ، واللّهُ يباهي بك الملائكة!»
فلمّا انقَضى هذا ، أنزل اللّه فيه : «وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْري نَفْسَهُ ابتغاءَ مَرضاة اللّه »۱ .
قال ابنُ عبّاسٍ : نَزَلت هذه الآية في عَليٍّ ، حين باتَ على فراش النبيّ .
وله في الجهاد خاصّية دون المشايخ ؛ إنّه أوّلُ مبارزٍ ، وحمزةُ وعبيدةُ بن الحارث ابنُ عمّه ، عدّا ۲ عُتبةَ وشَيْبَةَ ووليدَ بنَ عُتْبَة ، وهما ال «خَصمانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِم » ، وقَتَل بيده سَبعين رجلاً مِنْ صناديد قُريش .
وله يوم اُحدٍ قَتْلُ سبعةٍ مِنْ أصحاب رايات الكُفّار من بيتٍ واحدٍ ، وفي ذلك اليوم ورود ذي الفقار ، وفيه نادى جبرئيل : «لا فتى إلاّ عليّ ، ولا سيفَ إلاّ ذو الفقار» .
وفيه قال للرسولِ جبرئيلُ عليه السلام : هذا هو المواساة .
ولا خلافَ في هَرَب عُمَر وعُثمانَ ، وفي أبي بكرٍ خِلافٌ ، هل هَرَب ، لكنّه لا خلاف أنّه لم يُقاتل بنفسه ، ولم يُخْدِش كافراً .
وله يوم الأحزاب ، حين وصَفَ اللّه في قوله : «إذ جاءوكُمْ مِنْ فَوقِكُمْ ومِنْ أسْفَلَ مِنْكُمْ وإذْ زاغَتِ الأبصارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ باللّهِ الظُّنونا هُنالِكَ ابْتُلي المُؤمِنُونَ وَزُلزلوا زِلْزالاً شَديداً »۳«وَكَفى اللّهُ المُؤمِنينَ القِتال » بقتله عَمْرَو بنَ عبد ودٍّ ، وطرْحِهِ منه رِجْليه بضربةٍ واحدةٍ ، وثبتَ إليه اثني عشر قدماً ممتدّا ، وانصرف عشرين فدقّ ثنيّته .
وقال الصادق عليه السلام : «كان واللّهِ قد اُنزل على الرسول «وَكَفى اللّهُ المُؤمنينَ القِتال » بعليّ بن أبي طالبٍ» .

1.سورة البقرة ، الآية ۲۰۷ .

2.هكذا في الأصل بتشديد الدال ، والظاهر أنّ معنى «عدّا» أنّهما طلبا منه النصرة فأعانهما ونصرهما ، كما في المصباح المنير مادّة (عدا) .

3.سورة الأحزاب ، الآية ۱۱ .

صفحه از 236