المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 190

وله في ذلك اليوم من الثَّبات ما ظَهَر له ذُو الفقار ، إمّا من السماء ، على ما رواه قومٌ ، وتَأوّلوا عليه قوله : «وَأنْزَلْنا الحَديدَ فيه بأسٌ شَديدٌ »۱.
ورُوي أنّه كان سَعْفَة نخلٍ ، فما فعله فيه فإنّما كان معجزاً وكرامةً ، وبياناً لشجاعته وثَباته ، وفي ذلك اليوم جاء النداء من السماء : «لا فَتى إلاّ عليّ ، ولا سيف إلاّ ذو الفقار» .
وهذا معلومٌ ضرورةً أنّ فيه ورد هذا القول .
وله في ذلك اليوم شهادةُ جبرئيل ، حيث قال :
هذا هو المواسَاة ، واساك بروحه .
فقال الرسول صلى الله عليه و آله : «مَنْ أوْلى بها منه ، وهو منّي وأنا منه ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى ، اللّهمَّ اشْدُدْ أزري به» .
وله يوم الأحزابِ قَتْلُ عمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ ـ قيل : إنّه لم يكن في العرب أشجعُ منه ولا أكبر جُثّةً ـ وأسقط عنه رجلَيه بضربةٍ واحدةٍ ، ثمّ حَزّ رأسه ، وقَتَل ولَدَه ، وهاجت الرياحُ ، وانهزم الكُفّار .
وفي ذلك اليوم لمّا ضربه عَمْرٌو على رأسه ، نفث عليه رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحتّى بَرِئ من الضَّربة ، وقال له :
أين أكونُ إذا اُخضِبَ هذا بهذا على هذا المقام! .
وفيه معجزاتٌ ، فهو شَجاعَتُه ، ومعجزاتٌ لرسول اللّه صلى الله عليه و آله .
ثمّ يوم خَيْبر قَتْلُه لمَن قَدَّه بنصفين ، وقد اختلفوا في اسمه ، وليس في العادة أن تعملَ ضربةُ إنسانٍ في الخوذة والعمامة والجوشن والبدن إلى القَربُوس ، فيقطعه بنصفين .

1.سورة الحديد ، الآية ۲۵ .

صفحه از 236