المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 209

بنصفين . وليس هذا بالمعتاد من قوى البشر ، ولهذا قال : «ما قَلَعتُ بابَ خيبر بقوّة غذائيّة ، واستطاعةٍ جَسَدانيّة ، لكنْ بنفسٍ بنور بارئها مُضيئة» .
والسابع عشر : ما رُوي أنّه رُمي إلى حِصْنِ ذاتِ السَّلاسل في المنجنيق ، ونزل على حائط الحِصْن ، وكان الحِصْنُ قد شُدَّ على حيطانه بسلاسل فيها غرائر من تبنٍ أو قُطنٍ ، حتّى لا يعمل فيه المنجنيق إذا رُمي إليها الحَجَر ، فمرَّ في الهواء والتُّرسُ تحت قدمه ، ونزل على الحائط ، وضَرب السَّلسلة ضربةً واحدةً فقطعها ، وسقطت الغرائر ، وفَتَح الحِصْن .
حتّى تقول قُصّاص الشيعة أنّه شارك إبراهيم عليه السلام في الرَّمي من المنجنيق ، ورُمي إبراهيم مشدوداً مُكْرهاً ، وهذا مختاراً ، وذاك إلى النار ، وهذا إلى السُّيوف ، وسَلِما جميعاً ، ولم يُروَ للقوم مثل هذه .
وله ثامنَ عشر : يوم بدرٍ في ذهابه إلى الماء ، ونزوله إلى البئر ، والكفّار حواليها ، وملأ السطيحة مرّتين ، ووضعها على رأس البئر ، فسمع خَشْخَشةً وجَلَبةً ، ونزل إلى البئر ، فلمّا سَكن رأى السطيحة قد صُبَّ ماؤها ، ولم يرَ أحداً ، فلما كان في الثالث ملأ السطيحة وعلّقها في منكبيه ، وجعل التُّرس على رأسه وصعد فلم يرَ أحداً من الرجال ، وجاء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم .
فقال له الرسول صلى الله عليه و آله وسلم : أنتَ تُحدّثُني بما جَرى عليك أو أنا؟
فقال : بل أنت يا رسول اللّه .
فقصّ عليه فقال : ذاك جبريل عليه السلام ، يُري الملائكة قوّة قلبك وشجاعتك ، ويُباهي بك .
وهذا معجزٌ في قوّة القلب والثَّبات والشَّجاعة ، ثُمّ فيه خَبرٌ عن الغيب حين عَرَّفه الرسول صلى الله عليه و آله وسلم .
والتاسع عشر : في يوم بدرٍ ، أنّه قَتل بين يَدَي رسُول اللّه صلى الله عليه و آله وسلممن صناديد العَرب ورؤساء قريش من أقاربه سبعين رجلاً . وليس في العادة أن يَصْبر الواحد

صفحه از 236