المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 229

ومِن شرفه في وُلْدِه محمّدُ بنُ الحنفيّة ، أشْجَعُ أهل زمانه ، وكان الرَّسول صلى الله عليه و آلهنَحَلَه اسمه وكنيته ، ورَخَّصَ أنْ يجمعَ بين اسمه وكنيته فيه ، فسمّاه محمّد ، وكنّاه أبي القاسم ، وبلغ من فضله وعلمه ومحلّه ، حتّى كانت الكيسانية ۱ تقول : إنّه المهديّ المنتظر .
وهو الّذي روى عن أمير المؤمنين عليه السلام الآدابَ والحِكَم الّتي تُضْرَبُ لها أكبادُ الإبل ؛ لحُسنها وجزالة لفظها .
وكان وصيَّ الحُسين عليه السلام لمّا خرج إلى كربلاء .
وكان الحُسَين وصيّ الحسن عليهماالسلام ، وكان الحَسَنُ وصيّ أبيه ، وكان أبوه وَصيّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم .
ثمّ في أولاده لطيفة : هما أبناءُ صُلْبه ، وسبطا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم .
فأولاده بنونَ للنبيّ صلى الله عليه و آله وسلم بالشريعة ، وأبناء عمّه ، ولا يوجدُ في العالم أحدٌ هو ابنٌ وسبطٌ ، فهو الابنُ في الحُكْم والشَّرع ، مع أنّه سبطٌ وابنُ العمّ وابنُ الابنة .
وليس للمشايخ هذه المنقبة ، بل وَلَدُ عمر ، عَبدُ اللّه بنُ عمَر الّذي تأخّر عن بيعة عليّ بن أبي طالب ، وبايع رِجْلَ الحجّاج عن عبد اللّه بن مروان ، وقال : سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول : «مَنْ ماتَ ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية» .
فتطايش به الحَجّاجُ ، وقال : يدي مشغولةٌ ، فبايعْ رِجْلي .
فلمّا خَرَج قال : «انظُروا إلى هذا الخَرِف ، تأخّر عن عليٍّ ، وجاء يبايعني عَن عبد الملك بن مروان» .
وهو الّذي لمّا رأى العود في دار عبد اللّه بن جعفر فسألوه : ما هذا؟ قال : هو

1.أصحاب الكيسان مولى أمير المؤمنين عليه السلام ، يقال إنّه تتلمّذ على محمّد بن الحنفيّة ، واعتقدوا فيه اعتقادا فوق حدّه ودرجته ، مِن إحاطته بالعلوم كلّها ، وأنّه عالم بالأسرار وبعلم التأويل والباطن وعلم الآفاق والأنفس .

صفحه از 236