المراتب في فضائل عليّ بن أبي طالب(ع) - صفحه 234

ثُمّ مثل الإمام المؤيَّد باللّه ـ قدّس اللّه روحه ـ ، في فصاحته ، وكتابته ، وشعره ، ومعرفته بالأنساب ، ومعرفته بالنجوم ، ومعرفته بعلوم الدين من الكلام ، وتحقّقه باُصول الفقه ، وبخاصّة بفقه العترة وفقه الأئمّة ، وفي زهده وعبادته وبذله لنفسه في مرضاة ربّه ، إلى أن مضى إلى رضوانه .
ثمّ إذا نظرنا في أهل زماننا ، فمثل أخيه السيّد أبي طالب عليه السلام ۱ ، في علمه بالكلام وبالأنساب ، وهو قُدوةٌ في اُصول الفقه ، وقِبْلةٌ في الفقه ، وعَلَمٌ في العلوم .
ومثل السيّد أبي القاسم الموسوي رحمه الله ۲ ببغداد في الإمامية ، لا يوجد في الاُمّة له نظيرٌ في أدبه وعلمه ، واُصول الفقه والفقه ، وجودَة خاطره ، وحُسن نَظره .
ثمّ نجد في أوساط أولادهم مَنْ إذا فتّشت عنده تَجدُه أعلمَ بالدين من علماء الزمان وفقهائها .
ومِنْ أينَ يوجد في العالَم في أولاد أبي بكرٍ أو عمرَ أو عثمانَ أو غيرهم من السَّلف ، فلا تجد مذكوراً يُذكر في أولادهم بالعلم وتقدّمٍ على أهل الزمان .
وهذا غايةُ ما يَشْرُفُ به المرء إذا لَطف اللّهُ في وُلده ، مَن يبلغ همّته في الدين إلى العلم والزهد والتُّقى والقيام لدين اللّه تعالى ـ جلّ اسمه ـ ، حتّى لايوجد مثلهم في من كان إليهم الحلُّ والعقد .
ثُمّ بنو اُميّة مع كثرتهم ، لم يَظْهَرْ لهم نافخ نارٍ ۳ إلى عُمَر بن عبد العزيز ، لانقطاعه إلى جنبة العترة ، وقولِه بالعدل والتوحيد ، ووضعِه من بني اُميّة ، واعترافِه للعترة بالفضيلة .
ونحن عندنا في من يُعدّ في الشباب ، مَنْ وُلِد بين الحسن بن عليّ وبين

1.صاحب كتاب أمالي الإمام أبيطالب مطبوع .

2.الشريف المرتضى (المتوفّى سنة ۴۳۶ه ) وهو أشهر من أن يُعرَّف .

3.أي من يعتدُّ به ، وله كرامة ووجاهة عند الناس .

صفحه از 236